جريدة الجرائد

الكويتي المُغترب... والبيومترية!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حمد الحمد

قبل فترة، حكى لنا دبلوماسي كويتي حكاية غريبة عن شخص أوروبي في كل مُناسبة للعيد الوطني يقف أمام باب سفارة الكويت في ذلك البلد ويقدّم باقة ورد وعلبة حلوى مع بطاقة تهنئة ويمشي بدون ذكر اسمه، حتى في يوم طلب السفير من حراسة المبنى توقيف هذا الشخص ومعرفة مَنْ هو؟، وتم تنفيذ الطلب.

وعندما طُلب منه الإفصاح عن نفسه اعترض على القبض عليه، وأفصح بأنه كويتي ويتكلم العربية وهو رجل كبير في السن، وهنا راح يروي حكايته، وقال: أنا فلان بن فلان كويتي، ولدت في الكويت وعندما أنهيت الدراسة الثانوية في بداية الخمسينيات أرسلت طلباً مكتوباً لسفارات دول اجنبية بالرغبة بالدراسة، ووصلتني أول موافقة من جامعة أوروبية وسافرت ودرست هناك وتخرجت، ثم تزوجت وكوّنت أسرة وأصبح لي مكانة بالمجتمع، ولم أكن متواجداً بالكويت وقت التجنيس حتى أحصل على الجنسية ولم أعد للكويت.

هناك في الكويت معلومة غير صحيحة، وهي «أن كل كويتي يفترض أن يعيش في الكويت»، وهذه معلومة غير واقعية، فهناك العديد من الشباب والأفراد غادروا الكويت منذ سنوات طويلة ولم يعودوا وأعرف بعض الأسماء، وقبل كم سنة التقيت بشاب كويتي وعرفت منه أنه يُقيم في الرياض وسألته لماذا؟، قال كان له نشاط تجاري في الكويت وفتح فرعاً في المملكة وحصل على وكالة تجارية أجنبية وتوسع نشاطه، وكان مضطراً أن ينقل أسرته للرياض، وأعرف كثيراً من الكويتيين بعد التقاعد مَنْ اشترى له مزرعة وهناك تزوّج من جديد وأنجب ذرية، وعدداً كبيراً من الكويتيات متزوجات من ذلك البلد، وأحد الجيران باع بيته وغادر مع زوجته الأجنبية ولم يعد.

نعود لموضوعنا المطروح على الساحة وهو البصمة البيومترية، ويُقال جميع الكويتيين بصموا ما عدا 175 ألف شخص، وكان أحد الحلول هو إيقاف حساباتهم البنكية، وأرى عدم وقف الحسابات وإحراج البنوك وتعطل مصالح البعض، وكان من الأفضل إيقاف الخدمات كحل أولي، وكذلك تبصيم الكويتيين ممَنْ يُقيمون خارج البلاد في سفاراتنا ومنها سفارة الكويت في المملكة العربية السعودية فهناك جالية كويتية كبيرة جداً، حيث وفق التقارير السعودية عام 2022 م، هناك يعيش أكثر من 50 ألف كويتي وكويتية، والأغلب هن من النساء وعددهن يتجاوز 32 ألف كويتية، ومؤكد أن هناك جاليات كويتية في دول أخرى ويفترض من سفاراتنا تعرف أعداداها من تقارير تلك الدول، لهذا الأفضل أن نبصّم تلك الأعداد في سفارتنا هناك بدلاً من قدومهم للكويت فقط لأخذ بصمة، أو وقف حساباتهم بدون أي غطاء قانوني.

بالختام، علينا أن نعي ليس كل كويتي يفترض أن يعيش في الكويت وفق الآية «هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلْأَرْضَ ذَلُولًا فَٱمْشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ»، والمثل الدارج: «وين ما ترزق الزق»، حيث الزمان تغيّر والأحوال تغيّرت وحتى الأمزجة، ولكن لا نعرف مَنْ يعيش خارج البلد، هل هو مزدوج الجنسية أم لا ؟- العلم عند الله.

عموماً الاغتراب ليس بذلك الوضع الجديد للكويتي، حيث ما قبل الخمسينيات من القرن الماضي، كان العديد من الكويتيين يعيشون في الهند واليمن طلباً للرزق، لكن هل البصمة البيومترية قانونية، مؤكد قانونية حيث في المطارات الأجنبية نُجبر عليها ولا نعترض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف