جريدة الجرائد

قمة الذكاء الاصطناعي في مملكة الإنسانية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سهم بن ضاوي الدعجاني

بفضل مبادرة المملكة لخدمة المجتمع الدولي، تحولت «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» إلى علامة فارقة في مسيرة التنمية العالمية وإلى منصة رائدة لتعزيز النقاش العالمي حول الذكاء الاصطناعي، حيث احتضنت المملكة خلال القمم الثلاث السابقة الخبراء والأكاديميين وقادة الشركات وصانعي السياسات من كل أنحاء العالم للمساهمة في تشكيل مستقبله، تحقيقاً لشعار هذه القمة العالمية الإنسانية «من أجل خير البشرية»، والتي استوحتها الهيئة السعودية للذكاء الاصطناعي «سدايا» من رمزية تقنيات الذكاء الاصطناعي، بعد بلورتها في أربعة حروف هي: (GAIN) اختصارًا للعبارة الإنجليزية GLOBAL AI SUMMIT، وتهدف حروف (GAIN) إلى الفلسفة العميقة لمفهوم الذكاء الاصطناعي حيث يرمز حرف G إلى التوسع والتطور الرقمي العالمي، بينما يرمز الحرفان AI لمصطلح الذكاء الاصطناعي، ويأتي حرف N اختصارًا لعبارات NOW-NEXT - NEVER وهي عبارة عن ترسيخ مفهوم البيانات والذكاء الاصطناعي بأنها للحاضر وللمستقبل الواعد، ومن خلال استعراض سريع لبرنامج القمة وجدته يتمحور حول ثمانية مجالات رئيسة: دور الحكومات في تسخير الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة النمو الاقتصادي، واستعراض التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، واستكشاف التفاعل بين الإنسان وبينه، واستقصاء تأثير الأخلاقيات والحوكمة والذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والثقافة والعلوم، ومساعدة قادة الأعمال على فهم مشهد الذكاء الاصطناعي، وتقييم البنية التحتية له، وكيفية إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي للعالم، والبحث في الدور المتزايد له في مجال جودة الحياة، وتعزيزاً لدور الشباب المتميز في مجاله بحثاً ودراسة ولتمكينهم من قيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي في المملكة والمنطقة والعالم، جاءت مبادرة، التبادل المعرفي التي أطلقتها «سدايا» خلال القمة الثانية العام الماضي، عندما استضافت 20 طالباً وطالبة، من أمريكا، وبريطانيا، والهند، والأردن، والجزائر، وكوريا الجنوبية، ونيجيريا، والذين يدرسون في جامعات ومعاهد عالمية عريقة منها جامعة السوربون في باريس، وجامعة أكسفورد، وجامعة كلية لندن، وجامعة دورهام، وجامعة نوتنغهام، وجامعة ساسكس في بريطانيا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، وكلية الملك في لندن.

ولم تتوقف «سدايا» عند هذا فقط، بل إنها نظمت في قمة هذا العام أول نسخة عالمية من الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي (IAIO) بمشاركة أكثر من (25) دولة، بالتعاون مع المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) ومركز الأبحاث الدولي للذكاء الاصطناعي (IRCAI) بسلوفينيا.

هذه «القمة» تقوم على فلسفة العناية بشباب الوطن من خلال اشراكهم في القمم الماضية حضورا وتفاعلا بهم ومعهم ومن أجلهم.

السؤال الحلم

متى يتحول هذا الأولمبياد الدولي إلى منصة دولية للمسابقات في مجال الذكاء الاصطناعي؟ سيتم ذلك - حتماً - أذا تم احتضان الموهوبين وتنمي مهاراتهم، في ملتقى يجمع العلماء والمهتمين من جميع أنحاء العالم لتبادل الخبرات، وتطوير المهارات، والاطلاع على آخر المستجدات، وهنا تسهم هذه المبادرة في تفعيل دور الشباب السعودي المتميز ودخولهم في حوار حقيقي ينمي روح القيادة لديهم ويظهر قدراتهم المعرفية بما يعزز موقف المملكة في ريادة مجال البيانات والذكاء الاصطناعي واستكشاف فرص التعاون المستقبلي عبر حوار بناء يجمعهم وطلاب الدراسات العليا في العالم في مختلف الجامعات العالمية العريقة في هذا المجال، مما يعزز موقف المملكة في ريادة مجال البيانات والذكاء الاصطناعي وتبادل المعرفة واستكشاف فرص التعاون المستقبلي من خلال تمكين الطلاب السعوديين، في مختلف المجالات الحضارية وعلى رأسها معالجة الأسئلة الصعبة التي تواجه تطوير الذكاء الاصطناعي لضمان تحويل إمكاناته إلى واقع ملموس يفيد البشرية جمعاء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف