جريدة الجرائد

ماي ماي... وضاعت الطاسة!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حمد الحمد

يوم الثلاثاء كنتُ في ديوان وكنا نُتابع مباراة الكويت والعراق، وسألت الذي يجلس على يساري: «هذه المباراة تُقام على أي بطولة»، فقال «لا أعرف»!، وفعلاً لا أنا ولا هو من المُتابعين للرياضة وحقاً لا نعرف، ما لاحظته في الشوط الأول من النقل التلفزيوني أن كاميرات التلفزيون لا تنقل منظر الجماهير المؤلفة كالعادة، ولا أعرف لماذا؟ خرجت بعد الشوط الأول، ولاحقاً عرفت من وسائل التواصل الحقيقة والفشل الذريع في التنظيم حيث الجماهير الغفيرة لا تُطالب بتسجيل أهداف، إنما تُطالب بالماء في جو مُلتهب وصوت يرتفع «ماي ماي».

صراحة أنا لا ألوم اتحاد الكرة وجهاز هيئة الرياضة حيث ما حدث في المباراة كشف الهيكل الإداري المُرتبك عموماً وأن «الشق عود»، حيث الكثير من المناصب بالتكليف، لهذا رئيس اتحاد الكرة مستقيل ومَنْ يُدير الاتحاد بالتكليف أو نائب رئيس، وجهاز هيئة الرياضة قد يكون بالتكليف أو جديداً على المنصب، إذاً كيف نُنظم مباراة بتلك الأهمية ونحن عندنا هذا الخلل الإداري الكبير؟!.

اعتقد أن الفشل أيضاً يعود لتداخل وتضارب المسؤوليات بين جهات عدة، لهذا ضاعت البوصلة وضاعت الطاسة، وخرجنا للأسف بأكبر إخفاق تنظيمي في تاريخنا أمام العالم والخليج، وكنا بالسابق نُنظم الدورات بأريحية وبنجاح يشهد له الجميع، حيث المراكز الإدارية كانت مُستقرة ومهنية ولا تداخل بالصلاحيات.

لهذا أعتقد أن وضعنا صعب في المستقبل القريب، ونحن بصدد تنظيم دورة الخليج، هنا هل نأخذ قرارات حاسمة ونُعيد النظر بكل ما حدث، و نقر أن لا الوقت ولا الإمكانيات تساعدنا في أن نعود بمهنية، لهذا الحل ليس باستقالة اتحاد أو حله، هذا لا يفيد، ولا فصل موظف علاقات عامة ونعلق برقبته كل الفشل، الحقيقة المرة أكبر من ذلك بكثير.

لكن مع هذا لا نريد أن تخرج من أيدينا تنظيم دورة الخليج الذي هي تجمع محبة واتحاد بين شعوب الخليج، ونفرح بهم ولا نهتم لمَنْ فاز أو خسر فالكل رابح.

الحسنة الوحيدة فيما حدث هو دخول الآلاف من الجماهير العراقية للكويت وأكثرهم للمرة الأولى، ليس لمُشاهدة الكويت أو المباراة، إنما للالتقاء بأقاربهم الكويتيين، لهذا يُقال تحركت الأسواق وانتعشت الفنادق، وشاهدنا الترحيب والاستقبال من أهل الكويت، سيدة كويتية تقول هذه المباراة أتاحت لوالدتي أن تلتقي مع ابن أخيها العراقي لأول مرة.

سؤال، لقد حدث ما حدث، ويفترض نتركه خلفنا، ونأخذ القرارات الصحيحة التي لا ترجعنا إلى إخفاق أكبر لا سمح الله، ولا نقول كما ينقل عن مسؤول رياضي «خل الناس تتكلم وتتحلطم يومين وينسون سالفة الماي».

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف