جريدة الجرائد

التريندات العالمية vs وراء مصنع الكراسي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

محمد ناصر العطوان

تشهد الساحة الفكرية العالمية في العصر الحالي تيارات بارزة عدة وتريندات عالمية يثار النقاش حولها وتتراكم الدراسات من أجلها، و تؤثر بشكل كبير في السياسات العامة وحركة الفكر والفنون والآداب بل وحتى النسب المئوية في الميزانيات العامة وتشريع القوانين.

امش معي عزيزي القارئ حتى نهاية هذا المقال، وتعال نفرش سجادة الفكر العالمي ونصعد أو نهبط في سرداب التوجهات السياسية العربية، وبعدها تحكم بنفسك، هل سنذهب إلى العالمية أم نذهب وراء مصنع الكراسي؟!

أول وأهم هذه التيارات والتريندات العالمية الفكرية هو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي حيث يتمحور النقاش حول كيفية استخدام هذه التقنيات بشكل أخلاقي ومستدام، وتأثيرها على سوق العمل وحقوق الإنسان.

التغير المناخي والاستدامة هو الآخر يزداد أهمية كل يوم ويكسب مساحات جديدة، والقضايا البيئية والاستدامة في الفكر العالمي أصبحت طابع الرؤية في الإستراتيجيات التي يتم التركيز عبرها نحو كيفية مواجهة التغير المناخي، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الطاقة المتجددة.

ثالث التيارات هو تيار ومسار يفرض نفسه في العالم كله كنتيجة لسياسات رأسمالية وهو العدالة الاجتماعية والمساواة، وهناك اهتمام متزايد بقضايا العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين والأعراق، وتدور المناقشات حول كيفية تحقيق مجتمع أكثر عدالة وشمولية، ومعالجة الفجوات الاقتصادية والاجتماعية.

العولمة والهوية الثقافية تيار فكري قوي ويزداد قوة مع كل حالة اغتراب جديدة من سكان الأرض وتتناول النقاشات الفكرية فيه تأثير العولمة على الهوية الثقافية والمحلية. يتم البحث في كيفية الحفاظ على التنوع الثقافي في ظل التغيرات العالمية السريعة، ولكن أيضاً تتم فيه الدعوة داخل التيار نفسه للإنغلاق بشكل أكبر وبناء الأسوار وتحديد الهجرة وغيرها.

أما أهم تيار كنتيجة طبيعة لعصر التباعد وتقطع أواصر الأسر الممتدة والتضامن الاجتماعي فهو تيار الصحة النفسية والعافية، حيث يتزايد الاهتمام بالصحة النفسية والعافية نتيجة تزايد الاكتئاب والقلق والسرعة والمقارنات بالغير، ويتم التركيز على أهمية الصحة النفسية في الحياة اليومية وكيفية دعم الأفراد في مواجهة التحديات النفسية.

على الجانب الآخر من النهر، وعلى الجهة الأخرى من العالمية، تشهد الساحة السياسية في العالم العربي توجهات بارزة عدة في الوقت الحالي، مثل تقديم المساعدات لسكان غزة.

الصراعات الداخلية حاضرة كما هي العادة، لاتزال بعض الدول العربية تعاني من غلاء أسعار، وصراعات داخلية وحروب أهلية، هذه الصراعات تؤثر بشكل كبير على الاستقرار الإقليمي وتخلق تحديات إنسانية كبيرة، لا تجعل أحدا قادراً على اللحاق بأي شيء. لذلك فعنوان المرحلة السياسية دائما هو الإصلاحات الاقتصادية والسياسية لتعزيز التنمية والاستقرار... دائماً وطوال الخط كانت هناك إصلاحات اقتصادية وسياسية لتعزيز الاستقرار، ودائماً وطوال الخط لا نصل إلى أي مكان.

ولأننا وللمرة والواحدة والخمسين نعشق المظاهر وأن نبدو وكأننا «أبديت» مع العالم فنحن على الخط السياسي نتبنى التحديات البيئية حيث بدأت بعض الدول العربية تولي اهتماماً أكبر للقضايا البيئية والتغير المناخي، حيث تسعى إلى تنفيذ سياسات تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة البيئية... وهكذا تكون الحروب حولنا... ونتجه لتقليل الانبعاثات الكربونية من فوهات المصانع وليس من فوهات المدافع، ولكننا في العمق مازلنا في مرحلة السؤال الذي طُرح منذ قاسم أمين ومحمد عبده والأفغاني... من نحن وماذا نريد؟ وإلى الآن لم نصل إلى أي مكان، وإلى الآن مازلنا وراء مصنع الكراسي. لأن كل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

moh1alatwan@

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف