جريدة الجرائد

اسمع «من».. لا «عن»

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قبل أن تحكم على إنسان اسمع «منه»، ولا تسمع «عنه».

كلمتا «عن» و«من» من شأنهما أن تُحدثا فرقاً كبيراً في علاقاتك وأحكامك على الناس المحيطين بك، وخصوصاً من لم يسبق أن تعرفت عليهم عن قرب.

أسهل الأمور وأسرعها أن نسمع القيل والقال، هذا يمدح، وذاك يذم، هذا يشيد، وذلك يتهم، لذلك علينا أن نتعظ من هذه الدنيا، في أننا يجب ألا نُصدر أحكاماً مسبقة على أي إنسان أو حدث، إلا بعد أن نسمع من صاحب العلاقة أو الإنسان نفسه مباشرة.

علينا ألا نكتفي فقط بالسماع عنه، قد يكون ما نسمعه مسموماً لأسباب مختلفة، بعضها مقصود وغير ذلك.

جميل أن نسأل عن إنسان ونسمع عنه، ولكن من الخطأ أن يكون حكمنا النهائي عليه مما سمعناه فقط، خصوصاً إذا كانت السلبية هي الفكرة الأخيرة عنه، بعد كل ما سمعناه من هنا وهناك.

أول درس تعلمته في بدايات عملي الإعلامي أن احترام أي مؤسسة أو جهة صحافية أو إعلامية لا تكون إلا بموضوعيتها.

بمعنى أن وجهتي النظر مطلوبتان في أي موضوع، وان المجال يجب ان يفتح بالقوة نفسها للرد على أي خبر يتعلق بأمر مهم محل تساؤل أو حتى شك.

يجب أن تُطرح وجهات النظر المختلفة، مع وضد، حتى يكون الحكم النهائي موضوعياً.

‏هناك من ينقل كلاماً عن إنسان بحق آخر، بعد أن يضيف عليه بهاراته الشخصية، ويدس سمومه لغرض في نفسه، مما يشكل رد فعل سلبياً فوراً، إلا أنه بعد التحري عن الموضوع، يكون الموقف مخالفاً بشكل كامل، لأن ما قيل لم يكن بالصورة نفسها، والمقصد نفسه الذي نقله عنه.

لذلك لنسمع «من» أكثر بكثير ممّا نسمع «عن»، حتى لا نندم يوم لا ينفع الندم.


إقبال الأحمد

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف