جريدة الجرائد

لا تقتلوهم وأولادهم!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالعزيز التميمي

يعرف الجميع أن الدين الإسلامي والأخلاق العربية يرفضان القتل وتدمير الآخر، ولم يرد في القرآن الكريم ولا الحديث النبوي الشريف ما يدل على القتل والدمار لأي أُمة من الأمم.

وكان الدين الإسلامي شعلة حضارة وعلم ومحبة داعية للخير والأمن والأمان، وأبسط قول أورده في هذه العجالة القول الذي يقول (المؤمن من سلم الناس من لسانه ويده) فكيف فيمن يقتل ويحرق ويدمر ويدعو لمثل هذه الأفعال الإجرامية. ينشط هذه الأيام البعض المتحمس عاطفياً وتأخذه الفزعة الفطرية تجاه أهلنا وأشقائنا العرب المسلمين في (غزة هاشم) المنكوبة، وهي فزعة مطلوبة، ولكن ان يتفق مع مَن ينادي باستخدام منهج القتل للكبار والصغار دون رحمة ولا هوادة فهذا فيه نظر. ويكثر من هؤلاء نشر بعض الفيديوهات والمقتطفات من خطب هتلر (الدكتاتور النازي) وما فعله ضد اليهود الألمان خلال الحرب العالمية الثانية بسبب تعاون جاليتهم مع قوات الحلفاء ضد قوات المحور الذي تبناه للأسف الشديد بعض العرب في تلك الفترة دون ادراك لأبعاد وتأثيرات هذا على المدى البعيد، وبعد هزيمة هتلر وانتحاره، وتعليق دكتاتور ايطاليا موسليني، بتقديم كل ما يدعم إعلان الدولة اليهودية التي وعدوا بها منذ العام 1917، بحسب وعد بلفور، تعاملوا مع الجانب الفلسطيني الذي يمثله الحاج أمين الحسيني، المجاهر في تأييده ودعمه لهتلر كفريق مهزوم وان عليه القبول والخضوع لشروط المنتصر في الحرب.

هذا الأمر التاريخي الذي لا ينكره أحد باعتبار أن البعض من الفلسطينيين ظهر بثوب المؤيد لهتلر وتصرفاته خلال سنوات الحرب، وأخذ العرب بصفة عامة كجزء من التكتل المناصر لقوات المحور المهزوم وثبت عدم صحة ما قام به السيد أمين الحسيني، حيث حصلت إسرائيل على الدعم باحتلال فلسطين ولم يكتف ذاك الإعلان المدعي بأن العرب والمسلمين مناهضان للسامية كما تزعم إسرائيل إلى يومنا هذا وتروج له بكل خبث على أن اليهود الجانب المغلوب على أمره المضطهد، ويحرصون على اظهار العرب وكأنهم محبون لسفك الدم ويصورهم بقاتلي الأبرياء والأطفال، بينما يطرح هو نفسه امام العالم بأنه المدافع عن وجوده مقابل ما ينشر من دعوات وإعلانات وراءها الصهيونية العالمية لإضفاء الشرعية على تصرفات إسرائيل التآمرية والدموية والإجرامية في فلسطين منذ العام 1936، إلى يومنا هذا في العام 2024، فنجحت إسرائيل للأسف في إظهارنا بصفة نحن أصلاً نرفضها كدين وعقيدة وأخلاق عربية ما جُبلنا عليها منذ صدر التاريخ، بسبب تلك العقول التي لا تقرأ ما بين السطور بنشر تصرفات هتلر، راجياً ألا يتبنى أحد تلك اللغة المرفوضة إسلامياً وعربياً، لأنها لا تخدم قضيتنا، بل على العكس تضر بها ضرراً بليغاً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف