جريدة الجرائد

اليوم الوطني .. وقفة تأمل للحاضر والمستقبل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قلت في مقال نشر في هذه الجريدة عام 2023 إن اليوم الوطني مناسبة للحديث عن الماضي الذي نعتز به كثيراً والحاضر الذي نفتخر به وكذلك المستقبل الذي نثق ببلوغ بلادنا فيه مزيداً من القوة والعز والتقدم في جميع المجالات بتوفيق من الله ثم بقيادة حكيمة وشعب طموح .. وركزت في ذلك المقال على أهمية الحديث عن الماضي ..

واليوم ونحن نحتفل غداً الإثنين باليوم الوطني الـ94، أي بعد اكثر من 9 عقود على توحيد الدولة السعودية الثالثة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، أركز على الحاضر مع بقاء الاهتمام بالماضي .. وهنا أقول إن الحاضر يستحق وقفة تأمل خاصة من جيل الشباب والشابات الذين يعلمون عما قام به الآباء والأجداد من جهد، رغم ضعف الإمكانيات وشظف العيش لتوحيد هذه الدولة وترسيخ أركانها .. وها هو الحاضر يوفر للجيل الجديد كل الإمكانيات في دولة متطورة حققت كثيرا من الإنجازات، وقد وردت أمثلة لذلك في الخطاب الملكي الذي ألقاه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان نيابة عن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مجلس الشورى يوم الأربعاء الماضي، ومن أهمها: ارتفاع نسبة تملك المساكن للمواطنين الى 63% وانخفاض البطالة بين المواطنين والمواطنات الى مستوى تاريخي بنسبة 7.6% بعد أن كانت 12.8% في 2017 ..

وأكد الخطاب الملكي (أن السعودية تولي التعليم اهتماماً كبيراً ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار كما أكد الخطاب أن مسارات التحديث والتنوع لا تلغي الحرص على حماية هويتنا وقيمنا التي هي امتداد لمسيرة الآباء والأجداد) وهكذا نربط دائماً حاضرنا الزاهر بالماضي العريق.

وأخيراً: عودة إلى وقفة التأمل التي أدعو اليها أرجو أن يجلس كل منا مع نفسه ويسأل ماذا أعطاني الوطن وماذا أعطيت له؟ وفي ضوء الإجابة يضع كشف حساب ليرى إن كان الرصيد له أو عليه .. الوطن أعطانا الأمن والأمان والتعليم والخدمات الصحية الراقية وتوفير فرص العمل سواء في الجهاز الحكومي او القطاع الخاص والأعمال الحرة بأنواعها ثم المركز الإقليمي والعالمي بحيث يجد المواطن السعودي من خلال جواز سفره الأخضر الترحيب والاحترام في أي مكان يذهب إليه ولا فرق في ذلك بين الشرق والغرب .. حيث تقف بلاده على الحياد في الصراعات الدولية وتسعى لنشر السلام وحل النزاعات..

عليه فإن المواطن يعمل بإخلاص في وظيفته أياً كان موقعه، ويزرع في أبنائه وأقاربه وجيرانه حب الوطن والدفاع عنه في كل محفل في الداخل والخارج .. ويقدم صورة مشرفة للوطن في جميع تصرفاته وتعاملاته كل هذه الصفات توفر صفات المواطن الصالح يجب أن يتأملها ويسأل كل منا نفسه ويجيب عنها بصراحة وتجرد .. وبعدها يحتفل وهو مرتاح البال باليوم الوطني الذي أصبح له إجازة توفر فرصة التأمل والاحتفال المتزن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف