ما الذي يحصل ؟ غزة.. لبنان.. إيران.. الحوثي وسورية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من المهم جداً حين التأمل في تفاصيل المشاهد الصغيرة الحاصلة يومياً في غزة ومؤخراً في لبنان ألا يفقدنا هذا متابعة المشهد الكبير في الشرق الأوسط الملتهب. فاليوم نرى واقعاً جديداً يفرض نفسه بالقوة. إيران والتي لم تتوقف مباحثاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في بلد ثالث اتخذت موقفاً «كلامياً» وهي تشهد تدهوراً هائلاً لحلفائها وأذرعتها في المنطقة بما في ذلك اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران وخلال زيارة رسمية. اليوم انتقلت قيادة حماس إلى الداخل الغزاوي تحت رئاسة قيادة موجودة وغير موجودة في آن واحد. وهذا يزيل الحرج السياسي والدبلوماسي عن كاهل قطر تحديداً، وهذا النموذج المتعلق بتغيير القيادة بين موجود وغير موجود مرشح وبقوة شديدة جداً أن يتكرر مع تنظيم حزب الله في لبنان وأنصار الحوثي في اليمن.
إيران تطغى عليها عقلية التاجر الأصفهاني القديم صاحب خان السجاد في البازار العتيق، أنه موعد الصفقات. تصريحات الرئيس الإيراني الجديد والمليئة بنبرات اللطف والمودة بحق الشيطان الأكبر أمريكا تؤكد أن المود السياسي الواقعي فرض نفسه في المرحلة الحالية. حماس وحزب الله «تُركا» ليدبرا نفسيهما ويواجها إسرائيل. تارة بحجة أن حماس لم تنسق معنا قبل عملياتها في أكتوبر، وتارة أن حزب الله ليس بحاجة لمن يدافع عنه. وهذا يؤكد أيضاً أن صمت النظام في سورية تماماً عن كل ما يحصل لحليفه الأهم في المنطقة حزب الله يؤيد وجهة النظر التي تؤكد أن الأسد أدرك أن هناك من قرر التضحية بحزب الله وبالتالي الدفاع عنه الآن هو معركة خاسرة وسورية لن تستطيع تحمل ذلك، وخصوصاً في ظل برود الموقف الإيراني وإنهاك الروس مالياً في حربهم ضد أوكرانيا.
قائد الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني، الذي خلف قاسم سليماني، كان منغمساً في تأييد حزب الله في جنوب لبنان، بل إنه نجح في تجنيد بعض الحركات السلفية الجهادية للقتال «تماماً كما فعل الحرس الثوري الإيراني بشكل غير مباشر قبل ذلك في سورية»، إلا أن ما حصل في الأيام الأخيرة يؤكد تماماً أن الغطاء الإيراني قد رفع عن الحزب في لبنان.
إيران تبحث عن صفقة ترفع بها العقوبات الاقتصادية عنها مع وعود استثمارية أجنبية وأن تحتفظ بحلفائها كأحزاب سياسية في بلادهم لهم ثقل عددي. هناك ثمن لإجراء الصفقة المطلوبة والمشاهد الحاصلة في الشرق الأوسط على ما يبدو تؤكد لنا ذلك.