جريدة الجرائد

لبنان... الشجا يبعث الشجا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طالما كان الأمل متاحاً، والغد موجوداً، والهواء لا مانع له، فالبدار البدار، في لبنان وكل أرض، وحالة تشبه لبنان.

كم كان مؤلماً، ومثيراً للشجا الذي يبعث الشجا، كلام جون كيربي، متحدث البيت الأبيض الأميركي، في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي نيوز» (Abc News): «نريد التأكيد على أنه لا تزال هناك خيارات (رحلات) تجارية متاحة للأميركيين للمغادرة، ويجب أن يغادروا الآن، ما دامت هذه الخيارات متاحة»، مشيراً إلى أن المسؤولين الأميركيين على اتصال مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين.

سافروا أيها الأميركان، ما دامت مراكب الجو راسية على ميناء بيروت السماوي، قبل أن ينغلق الأفق وتغبر السماء ويحكم القتام كل المسام.

الشجا يبعث الشجا، كما قال متمم بن نويرة راثياً أخاه مالكاً حاكياً عتاب من عاتبه:

أمِن أجلِ قبرٍ بالملا أنت نائحٌ ... كلّ قبرٍ أو على كلّ هالك؟!

فقال أتبكي كل قبرٍ رأيته ... لقبرٍ ثوى بين اللّوى فالدكادك؟!

فقلتُ له: إن الشجا يبعثُ الشجا ... فدعني فهذا كلُّه قبر مالكِ...

نعم... هذا كله قبر مالك، وكيف تنبعث حياة لبنان واللبنانيين من هذا السرمد الأسود في حياتهم، حزب يعتقد أنه رسول السماء ومبعوث التكليف الإلهي، يقوم مقام ولي الأمر على الوطن القاصر، يزجّ به في حرائق الصراعات الصفرية العدمية، ولا شأن لأي لبناني بمناقشة القرار، فضلاً عن رفضه، وإلا صار خائناً أو «تافهاً» كما ممثل السماء، ابن نصر الله في آخر عظة له.

نعم، هذا كله قبر مالك... من شمال لبنان لجنوبه، ومن سهله لجبله لبحره... كله يبعث الشجا ويديم النواح عند قبر ثوى بين اللوى فالدكادك.

هذه المرة لم يجد متمم من يواسيه في أخيه مالك، لقد انصرف القوم عن متمم، وانشغل كل متمم بمالكه الخاص، فلكل ضيعة وكفر وبلدة وبقاع وجرد وميناء وجبل مرثيته الخاصة... كما أن انقلاب رماح الحزب الإلهي طعناً في أهل الدار، وجيران الدار الأقربين، في سوريا، منع أو خفّف التعاطف مع حاملي الرماح الطاعنة في الأهل خلال السنوات القريبة، وما زالت الجراح في بيروت والجبل، جبل الدروز، وفي القصير والقلمون ومضايا، ندية.

كان الله، رب الجميع، وليس الذي يدعي نفر من الناس التحزب له، أن يرأف بأهل لبنان، فقد انتهى حيل البشر وحيلهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف