جريدة الجرائد

رسائل لمْ تُرسلْ

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عثمان بن حمد أباالخيل

ردودنا على رسائل الآخرين إما أن تكون إيجابية ولها نتائج إيجابية على المزاج وراحة البال أم سلبية تعصف بالمشاعر في بحر متلاطم الأمواج وتأخذنا إلى الحضيض من الإحباط. من الطبيعي أن المشاعر الإيجابية تحفز نظام المكافأة في الدماغ الذي تجعل الإنسان يشعر بالأمان، المشاعر السلبية هي تلك التي عادة لا نجد متعة في تجربتها ونسعى للتخلص منها. مشاعر الإنسان تستند إلى أسس كيميائية وعصبية في الدماغ، والقلب ليس مكانا في المشاعر وظيفته ضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسم وهذا ما أكده عالمان يابانيان يرصدان «مركز الحب»، ويقولان إنه يقع فيما يسمى بالنواة المتكئة للدماغ، وليس في القلب. وهذا ما يخالف ما تعودنا عليه من أن الجميع يتغنى بالحب الذي يسكن القلب. في الواقع نحن جميعا بحاجه إلى اكتشاف علمي لكشف مشاعر من يحيطون بنا فما عدنا نصدق تلك المشاعر التي تواجهنا في حياتنا هل هي حقيقية أم مزيفة؟ وما أكثر الذين يزيفون مشاعرهم.

أعجبني صديقي الذي يواجه المشاعر الإيجابية والسلبية بكل حكمة وتروٍ، تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك وإنستجرام والإيميل والواتساب تحمل رسائل تفوح منها كل أنواع النفاق الاجتماعي ولا تمت للمشاعر الإنسانية بصلة. معظمها ترفع الضغط لكنه يتمالك نفسه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) أخرجه البخاري. كل ما يقوم به يعبر عن مشاعره، كما هي دون رتوش كتابيا على شكل رسالة ويحتفظ بها ولا يرسلها حينها يرتاح ويشعر أنه عبر عما في داخله. ببساطه أكتب دوما رسائل الغضب، ولكن لا ترسلها خصوصا إذا كان ذلك الإنسان له مكانة في نفسك كزوجتك، أو زوجها إنها رسالة لكل المخطئين على بعضهم بعضا. رسائل لم ترسل تبعث الراحة والاطمئنان وكم من نادم حين قرأ الرسالة التي ينوي أن يرسلها.

«لا تردين الرسايل ويش أسوي بالورق، وكل معنى للمحبة ذاب فيها واحترق». مقطع من كلمات أغنية الرسايل للأمير بدر بن عبدالمحسن رحمه الله من الزمن الجميل عام 1974. دعوة صادقة أحرقوا الرسائل حين تكتبوها ولا ترسلوها إذا كانت رسائل سلبية فليس هناك أجمل من حفظ ماء الوجه الذي لا يراه سواك. لن تندم أبدا حين تحرق أو تمزق أو تحذف الرسالة التي تنوي إرسالها للطرف الآخر من جهازك الجوال. أبدا لا تتردوا في إرسال الرسائل الإيجابية التي تريح النفس وتنفتح النوافذ على المناظر الجميلة التي تحيط بكم وتعطيكم الأمل والترقب للأجمل، تمالكوا أنفسكم وعبروا عن غضبكم وتغيير مزاجكم في كتابة الرسائل على اختلافها لكن لا ترسلوها ستجدون أنفسكم على شاطئ الأمان.

همسة:

لا تحكموا على الآخرين من أول انطباع كقناعة نهائية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف