جريدة الجرائد

بعيداً عن السياسة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الله سليمان الطليان

فقد الكثير من الناس في الغرب الإيمان بالسياسة، وهذه حقيقية، فطبقاً لاستفتاء جرى في المملكة المتحدة هبطت نسبة من لهم ثقة كبيرة، أو كثير من الثقة، في البرلمان ما بين العام 1983والعام 1996 من 54 في المائة إلى 10 في المائة. وفي مسح أجري في بريطانيا في العام 1998 على من هم في أعمار تتراوح ما بين 16و 21 من البريطانيين قال 71 في المائة منهم إنهم يعتقدون أن الأسلوب الذي سيصوتون به أثره قليل أو معدوم في حياتهم. وفي العام 1990 أظهر استفتاء في فرنسا أن 60 في المائة ممن أجابوا عن الاستفتاء بأنه لا ثقة لهم بالأحزاب السياسية.

أما في الولايات المتحدة فقد أظهر استفتاء عام 1997 أن 14 في المائة فقط اعتبروا معايير الأمانة والمعايير الأخلاقية عند أعضاء الكونغرس عالية أو عالية جدا، ولا يتفوقون إلا بنسبة ضئيلة على باعة السيارات ومديري مكاتب الدعاية والإعلان، وهذا دلالة واضحة على ان عمل بعض الأفراد في السياسة قد لا يخدم المجتمع بالشكل المطلوب وهذا حقيقة الواقع .

في أحد القنوات الوثائقية تابعت فيلما عن رجل كان عضواً في البرلمان الهندي، كان طبيباً يتحدث عن المراكز الصحية التي ساهم في انشائها والعمل فيها في بعض القرى الهندية، يقول لقد تركت العمل في البرلمان الذي كان حلمي، لكنني مليت من العمل السياسي داخله بالرغم من حصولي على مميزات شخصية وعملية، لأني اقتنعت أن المناقشات والحوارات الطويلة الصاخبة لا تعطي نتيجة لمشاكل المواطن الهندي الفقير، ولهذا قررت أن أعيش الواقع بنفسي وعن قرب فتركت البرلمان وذهبت الى القرى الهندية وصرت اشرف على مراكز صحية اعالج فيها الفقراء والمحتاجين عن قرب بعيدا عن الإعلام السياسي الزائف.

هناك أمثلة في الغرب من رجال اعمال واصاحب شركات كبرى لم ينخرطوا في العمل السياسي والبحث عن مصالح تخدم شركته أو مؤسسته بالرغم من قدرتها الدخول فيه، وكان لها دور بارز في العمل الخيري على مستوى محلي وعالمي بداية كان هناك توم موناغان Tom Monaghan مؤسس سلسلة مطاعم Domino Pizza قد خصص ثروته كلها تقريبا التي تبلغ بليون دولار لمشروع بناء مدارس في طول الولايات المتحدة وعرضها كما أنفق على إقامة خزان مائي كهربائي في هوندوراس.

أما بيتر لامبل Peter Lampl المصرفي البريطاني الاستثماري، فإنه يستثمر 40 مليون جنيه من ثروته في خطط تستهدف مساعدة الأطفال الذين ينتمون إلى بيئات محرومة للاستفادة من التعليم الخاص. وأخيراً بيل غيتس أغنى رجال المال في العالم الذي تحول أخيرا إلى عمل الخير، فقد فاقهم جميعا بمؤسسته ذات الواحد والعشرين بليون دولار، التي قدمت لأطفال العالم الثالث اللقاح والتعليم وبرامج الغذاء (بعيداً عن السياسة).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف