حرب من طرف واحد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خالد بن حمد المالك
ليل طويل عاشها اللبنانيون مع غارات إسرائيلية غير مسبوقة، ضد قيادات وعناصر ومراكز حزب الله، دون مقاومة حقيقية وغياب شبه كامل عن المجابهة، وقبول بالأمر الواقع مع هذه التحولات في الموقف غير المفاجئ في ميزان القوى بين إسرائيل وحزب الله.
* *
كان حزب الله أمام ليل طويل مخيف مع استمرار اصطياد قادة الحزب وقتلهم، حتى وصل الأمر إلى أمين الحزب حسن نصر الله نفسه وقتله على رأس مقتل القيادات العليا في الحزب، حتى بدأت إسرائيل وكأنها أمام إغراء كانت تنتظره لأخذ حريتها وراحتها، والتصرف على النحو الذي تريد طالما أنها لم تجد مقاومة لأخذ الحذر وهي تقوم بهذه الغارات المدمرة.
* *
لقد أغراها هذا الغياب من حزب الله إلى مطالبة المواطنين بإخلاء مساكنهم في الضاحية تمهيداً لتفجيرها بغارات لا تتوقف، وهو ما لقي استجابة سريعة من المواطنين في ظل سيطرة إسرائيل على الأجواء اللبنانية، وغياب أي مقاومة فاعلة من حزب الله.
* *
ومما لا يثير الدهشة، أو الاستغراب، الموقف الإيراني الذي كان موقفاً متفرجاً، وهو ما كان الحزب يعوّل عليه، ويتوقّع من طهران المساندة، والدخول طرفاً في هذه الحرب، مع أن مواقفها السابقة لا تظهر استعدادها لإقحام نفسها بمعارك لتعرّض مصالحها للخطر، مكتفية بأذرعتها لتقوم بما تمليه عليها.
* *
غير أن أذرع إيران، وبينها حزب الله كانت مخدوعة بإيران، ومقتنعة بأنها ستكون ظهرها القوي في المقاومة ضد إسرائيل، إذا ما كان هناك حاجة لها، غير أن هذا الأسبوع بأحداثه الدامية كشف ما كان يجهله حزب الله أو يتجاهله ويكابر فيه، وكنا وما زلنا نذكّر به، لكن ردود الفعل كانت تجديد الثقة بإيران، وتكذيب من يشكك بمواقف مساندتها.
* *
حماس وحزب الله أمام انهيار وخسائر مدوية، وأي كلام غير ذلك هو من باب التعزية، وإنكار الواقع، والتوجه نحو مجازفات ومغامرات سوف تكون الكوارث فيها مضاعفة، وبأكثر مما يقدّره هؤلاء أمام عدو لا يرحم.
* *
ولا يستبعد بعد أن تنهي إسرائيل معاركها في قطاع غزة ولبنان أن تلتفت إلى إيران، حيث هي الممول بالأسلحة، والموجه لحزب الله وحماس والحوثيين والحشد الشعبي، وهو ما وضع إسرائيل تحت التهديد على مدى سنوات، وإن كانت إيران أكثر حذراً من أن تورط نفسها في حرب مع إسرائيل، أو تتجاوب مع استفزازات تل أبيب، وجرها إلى حرب ستكون كارثية على طهران.
* *
ما يهمّنا الآن أن تتم حماية المدنيين والمنشآت المدنية في لبنان من أن تتأثر بالضربات الإسرائيلية، وأن يتم المحافظة على استقرار المناطق التي لا يوجد أي حضور لحزب الله فيها، وأن يكون ما يحدث فيه من العبر والدروس لمن يتعظ من المقاومين حتى لا تتكرر هذه المآسي.
* *
يبقى القول، بأن على العالم، وأمريكا تحديداً العمل على قيام الدولة الفلسطينية، والتوجه نحو الأخذ بخيار الدولتين حتى لا يكون أمام إسرائيل وحلفائها مبررات وأعذار للقيام بالعدوان، وقتل الأبرياء، وجعل المنطقة في حال توجس دائم من أن يتوسع القتال لأكثر مما هو عليه الآن.