العبودي: أحكي لكم عن أبي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
د.عبدالعزيز الجار الله
عندما علمت أن زميل الحرف في الكتابة الصحفية الأستاذ طارق بن محمد العبودي يعمل على تأليف كتاب عن والده شيخ المؤلفين والبلدانيين والرحالة السعوديين محمد بن ناصر العبودي -رحمه الله - الذي زار معظم مدن العالم وكتب عن كل مدينة كتاباً، تحدث عن تاريخها وجغرافية أرضها وثقافة شعوبها، كما تحدث موسعاً عن مدن المملكة وثقافاتها المحلية. فقد راودتني تساؤلات: كيف سيتناول الابن حياة أبيه هذا العالم صاحب التراجم والمعاجم كيف سيقدمه في كتاب واحد، ثم ما هي المنهجية التي سيتبعها في كتابة السيرة الذاتية وكتابة المحتوى وخصوصاً أنه أحد أبنائه الذي عاش لصيقاً مع والده من طفولته حتى وفاته رحمه الله، ثم ما مدى تأثير العاطفة والتداعيات وتداخلاتها أثناء الكتابة؟
فقد أصدر الأستاذ طارق بن محمد العبودي كتاب: (احكي لكم عن أبي شيئاً من حياته.. شيئاً من أعماله) عن حياة والده الشيخ محمد العبودي صاحب (216) كتاباً بعضها معاجم تصل إلى (23) كتاباً. لكن رغم هذه التجاذبات فقد أجاد طارق العبودي في كتابة حياة والده بالتركيز على جوانب مهمة في حياة العبودي المؤلف والأب الذي استطاع وهو بعمر (52) عاماً أن يبدأ بالتأليف والرحلات وتقديم هذا الإرث الكبير للأجيال والمكتبات العالمية كونه طاف العالم وبخاصة العالم الإسلامي، وقدم أجمل موسوعات البلدان في العصر الحديث.
يقول صاحب كتاب: أحكي لكم عن أبي. المؤلف طارق العبودي: كنت أود أن يظهر هذا الكتاب في حياة والدي كما ظهرت كتب شقيقاتي، ويضيف: والدي لم يكن لديه إلا كتابان مطبوعان كان يبلغ من العمر (52) عاماً هما: الأمثال العامية في نجد، وكتاب ذاكرتي في إفريقيا. وقد بلغت الكتب المطبوعة في حياة والدي (216) كتاباً، على الأصح عنواناً بين كتاب يتكون من (23) مجلداً، وكتيب صغير. عندما توفي (والدي محمد العبودي) -رحمه الله بالرياض في 2-12-1443هـ الأول من يوليو 2022م وهو في (98) الثامنة والتسعين من عمره، وكانت ولادته في مدينة بريدة في القصيم في الأول من ربيع الآخر 1345هـ/ 7 أكتوبر 1926م.
وفي الواقع أن مؤلفات صاحب أدب الرحلات والباحث بالثقافة والتاريخ المحلي والعالم الإسلامي محمد العبودي قد جاوزت (300) كتاب منفردة إذا اعتبرنا كتب المعاجم عدة كتب وليس عنواناً واحداً. بقي أن أقول إن صاحب مؤلفات (300) كتاب تم تأليف معظمها في مدينة الرياض، المدينة التي شهدت ولادة الإصدارات، وتكريماً لهذا القدوة أن يخلد اسمه باسم الشارع الذي عليه منزله، الذي عرفه زواره ومحبوه الكثر الذين يلتقون عنده بعد مغرب كل يوم الاثنين، في أمسية العبودي للتحاور العلمي، والتعرّف على من وهب نفسه للبحث العلمي. رحم الله شيخ المؤلفين السعوديين رحمة واسعة، وجعله بمنزلة الصالحين والصديقين.