جريدة الجرائد

كتابات اليوم للغد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سهوب بغدادي

انطلاقًا من الدور الحيوي الذي تلعبه المتاحف في تعزيز أُطر التبادلات الثقافية بين الشعوب وسبل الحوار، فيما يسهم بفاعلية في إثراء المشهدين الفني والثقافي في دولة ما، لفتتني استضافة المتحف السعودي للفن المعاصر في حي جاكس الكائن في الرياض معرضًا يعد الأول من نوعه في المملكة إذ أطلقت هيئة المتاحف معرض «كتابات اليوم للغد» الذي يقدّم فن الصين المعاصر لأول مرّة في المملكة، ضامًا أكثر من ثلاثين فنانًا معاصرًا من أصلٍ صيني، عبر مجموعة تتكون من أكثر من خمسين عمل فني تعكس مدلولات لأوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والصينية بالاستناد إلى عنصرين مشتركين هما: الخط والحديقة، وذلك من خلال إلقاء الضوء على أهمية الخط العربي وفن الخط الصيني كممارسة ثقافية واجتماعية لدى كل من العرب والصينيين، بالإضافة إلى الحديقة والطبيعة المتجذرة في تكوين الفرد، حيث أعجبت كثيرًا بالفنان الرسام تشن تونغ الذي يتقن فن الرسم بالحبر، ففي دقائق قليلة قام برسمي بطريقة سريعة ومبهرة، وبالطبع قام برسم الزوار، فشكل تواجده في قلب المعرض محطة استثنائية وتجربة لا تنسى، باعتبار أن ما رسمه سيكون معروضًا ضمن الأعمال الفنية في المعرض، ومن الأمور الجميلة في مثل هذه المعارض هي تواجد المهتمين والمنخرطين في صلب الثقافات المؤطرة من خلالها، إذ سنحت لي الفرصة أن ألتقي بالأستاذ خالد الديحان الذي ساعدني في ترجمة كلامي للفنان تشن تونغ باللغة الصينية، مؤكدًا أنه درس المرحلة الجامعية في الصين وأفتتن بالثقافة السائدة هناك، وببساطة حياة الناس على حد سواء، وبالطبع كان الديحان محملًا بالخبرات والحكايا الفريدة من نوعها عن الثقافة الصينية وسنواته التي قضاها هناك، حيث جذب المعرض المبتعثين والمهتمين باللغة والثقافة الصينية، من هنا، أرى أن المعرض يحمل مدلولات فنية وثقافية ودبلوماسية قوية بين البلدين ويشكل فرصة مواتية لمحبي الثقافتين للتفاعل ولقاء الفنانين والشغوفين في هذا النطاق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف