نتنياهو يخذل بايدن مجدداً... من "اليونيفيل" إلى إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أخفق الرئيس الأميركي جو بايدن مجدداً في إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكالمة الهاتفية التي استمرت ساعة بينهما، في الإفصاح عن الأهداف التي ستهاجمها إسرائيل في إيران أو تعديلها، رداً على القصف الصاروخي الإيراني لإسرائيل في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وفرضت عطلة "عيد الغفران" اليهودي تراجعاً في سوق المداولات الأميركية-الإسرائيلية في شأن الرد الذي تتمنى واشنطن أن يأتي "متناسباً" فلا يستهدف المنشآت النفطية أو النووية الإيرانية، وبين ما يهدد به وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من "رد قاتل ودقيق ومفاجئ" يترك باب الخيارات مفتوحاً. برزت في هذه الأثناء وثائق قالت إسرائيل إنها عائدة إلى حركة "حماس" عثرت عليها في غزة في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي، وتعود إلى ما قبل هجوم 7 تشرين الأول 2023، وتتضمن طلباً من الحركة لإيران، للحصول على دعم مالي وعسكري لشن هجوم واسع على إسرائيل. ولا يحتاج الأمر إلى خيال واسع لتفسير الأسباب التي جعلت إسرائيل تنشر هذه الوثائق المزعومة في هذا التوقيت. فالحكومة الإسرائيلية تبحث عن أدلة تربط إيران بهجوم 7 تشرين الأول، وتالياً إسباغ شرعية على أي هجوم واسع على إيران. عبثاً يسعى بايدن إلى إقناع إسرائيل بتغيير لائحة الأهداف واقتصارها على الأهداف العسكرية. ويسهب المسؤولون الأميركيون في تبرير وجهة نظرهم، لا سيما التحذير من التدحرج إلى حرب إقليمية واسعة في توقيت قاتل بالنسبة إلى الإدارة الأميركية، علماً أن هذه الإدارة قدمت دعماً عسكرياً لإسرائيل بـ18 مليار دولار منذ 7 تشرين الأول 2023، ولعبت القوات الأميركية دوراً كبيراً في صد الصواريخ والمسيّرات الإيرانية عن إسرائيل في تشرين الأول ونيسان (أبريل) الماضيين. وبخلاف الرأي الأميركي، يوغل نتنياهو في ربط معكوس بين غزة ولبنان وإيران، وجعلها حرباً واحدة "دفاعاً عن العالم المتحضر"، في معادلة وصفها ناحوم برنياع في صحيفة "يديعوت أحرونوت" بـ"النبرة المسيحانية والاستفزازية". وقد اختار في الوقت الذي يستعد لمهاجمة إيران، إطلاق عملية عسكرية كبيرة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، تنفيذاً لما بات يُعرف في إسرائيل بـ"خطة الجنرالات" لتفريغ هذه المنطقة من السكان المدنيين توطئة لجعلها حزاماً أمنياً، ويترافق ذلك مع مواصلة الهجمات الجوية والبرية في لبنان. ولا يتجاهل نتنياهو بايدن فحسب، بل إنه لا يعير كبير اكتراث حتى إلى بعض الجنرالات الإسرائيليين الذين يبدون قلقاً حيال إثارة حرب شاملة مع إيران، في وقت لا يزال الجيش الإسرائيلي يقاتل في غزة ولبنان، وتحذيرهم من أن مثل هذه الحرب قد تقوض النجاحات العسكرية التي حققتها إسرائيل ضد "حماس" و"حزب الله". وواضح أنه منذ الإخفاق الكبير في 7 تشرين الأول 2023 أمام هجوم "حماس"، فقد المستوى العسكري والاستخباري الكثير من النفوذ الذي كان يتمتع به في السابق، ولذلك، فإنهم سيسيرون خلف القرار الذي يختاره نتنياهو في نهاية المطاف. وفي الوقت نفسه، يستكمل رئيس الوزراء الإسرائيلي حشد عناصر "قضيته" في مواجهة إيران، ولا يقف كثيراً عند الإغراء الأميركي له، بتوظيف هذه النجاحات العسكرية، في جني مكاسب سياسية. والرسالة التي وجهها نتنياهو إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بضرورة سحب قوات "اليونيفيل" من مناطق القتال في جنوب لبنان، أتت بعد يومين فقط من طلب بايدن من نتنياهو عدم التعرض للقوات الدولية. بالنسبة إلى نتنياهو، ليس هذا وقت الحديث في السياسة. وأي حديث في السياسة لن يبدأ قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 تشرين الثاني (نوفمبر)، لمعرفة من سيجلس في البيت الأبيض في 20 كانون الثاني(يناير): المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس أم المرشح الجمهوري دونالد ترامب. واستطلاعات الرأي تظهر أن الناخبين يثقون بالرئيس السابق في ما يتعلق بقضيتي أوكرانيا والشرق الأوسط، أكثر من ثقتهم بنائبة الرئيس الأميركي.