مانشيني واستعادة الثقة المفقودة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لم يقدم المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني حتى الآن ما يجعل المتابع الرياضي السعودي واثقاً أن صقورنا الخضر سيحققون الآمال والطموحات مع هذا المدرب رغم أنه اسم كبير في عالم التدريب ولديه صولات وجولات خاضها مع عدد من المنتخبات والأندية الأوروبية العريقة بخلاف أنه يعتبر واحداً من أشهر اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم الإيطالية.
بالمختصر المفيد ولو سئلت شخصياً عن هذا المدرب لقلت إنه كثير الكلام قليل العمل وبدون نتائج تستحق أن يشار لها بالبنان، بل تشعر أنه في كل إخفاق يحرص على الخروج بتصريحات مثيرة للجدل إما لصرف النظر عن النتائج السيئة للمنتخب أو لأنه يقول كلاماً يراه هو من زاويته كلاماً واقعياً، وفي واقعنا هو كلام محبط من المفترض ألا يقال من المسؤول الفني الأول عن المنتخب السعودي.
ليس عيباً أن تخسر من اليابان فهو منتخب قوي ومميز باللعب الجماعي ولديه لاعبون محترفون خارج اليابان وأكثرهم محترفون في أوروبا، ولكن العيب هو ذلك الظهور المتواضع وأنت تلعب على أرضك وبين جمهورك الكبير الذي حضر لدعمك ومساندتك ثم تخسر بهذا المستوى الغريب.
بل ولم يقف السيد مانشيني عند هذا الحد، بل أصر على تصريحات مستفزة عندما كرر ما قاله في نهائيات كأس آسيا في الدوحة أن المنتخب السعودي غير مرشح للقب ليعود مرة أخرى بعد خسارة اليابان الأخيرة ليقول إنه سينافس مع أستراليا على المركز الثاني دون أي اكتراث لحالة الغضب التي يعيشها الشارع الرياضي السعودي من إعلام وجمهور، بل وحتى وإن كان هذا الكلام حقيقة، ولكن لا يقال أبداً فأنت تزرع الانهزامية لدى لاعبيك وقد تخسر بسبب هذا التصريح كل شيء.
ومما استغرب منه أن مانشيني لا يمل من الاستفزاز وإثارة الشارع الرياضي من خلال تصريحاته المستفزة أو حالة التوتر التي أصابت المعسكر الأخضر وانعكست على لاعبيه وظهرت بوضوح في تصريح المدافع علي لاجامي الذي كان يلعب في مباراة لم نكن نشاهدها عندما ذكر أن الأخضر قدم مستوى جيداً وعندما عارضه الزميل المذيع قال أنتم لا تفهمون كورة.
لا نفهم يا علي، ونفهم أن الأخضر الذي شاهدناه ليس الأخضر الذي نعرفه ونراهن عليه وبدلاً من الدخول في مثل هذه الجدليات يستحسن أن تتعاهد أنت وزملاؤك على مسح الصورة الباهتة أمام اليابان وتقديم مباراة كبيرة أمام البحرين اليوم الثلاثاء ومصالحة الشارع الرياضي السعودي الغاضب من الوضع الهزيل الذي أصبح عليه المنتخب.
فالجمهور السعودي الذي ملأ الملعب حتى وصل (56) ألف مشاهد يستحق أن يفرح ويفتخر بمنتخب بلاده في جميع المحافل الكروية التي يشارك فيها، ومن حقه أن يغضب على مدرب أو لاعب أو حتى رئيس الاتحاد طالما أن النتائج التي تتحقق على أرض الملعب مخيبة للآمال ولا تليق بالمنتخب الذي كنا نراه يوماً ما مصدر فخر وسعادة في المشاركات التي شارك فيها آسيوياً وعالمياً.
أتمنى أن يكون لمانشيني واللاعبين كلمة في لقاء اليوم أمام البحرين فلا شيء مقبول غير الفوز حتى التعادل لن يكون مقبولاً، فالإخفاق -لا قدر الله- قد يدخلنا في نفق مظلم يصعب الخروج منه رغم أن الظروف حالياً للتأهل أسهل بكثير عما كانت عليه في السابق، فقد كنا نتنافس على ثلاثة مقاعد ونصف المقعد واليوم ثمانية مقاعد كفيلة بأن تجعلنا في مونديال 2026 إذا أراد المدرب واللاعبون ذلك.