جريدة الجرائد

بلاد العرب والمسلمين حقل تجارب على الأسلحة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سلطان ابراهيم الخلف

بلاد العرب والمسلمين من أكثر المناطق المتضررة من الحروب المدمرة التي يشنها أعداؤهم، حتى أضحت حقلاً للتجارب على الأسلحة.

بعد احتلال أميركا لأفغانستان، أدخل الأميركان طائرات الدرون من دون طيار UAV في الخدمة العسكرية، واستخدموها في حربهم على قوات «طالبان»، حيث أعطى الرئيس أوباما صلاحية كبيرة للجيش باستخدامها في أفغانستان، بعد إدخالها في الخدمة من قبل سلفه الرئيس بوش الابن. والمعروف أنها تسبّبت في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين بسبب استخدامها المفرط، الذي تجاوز قواعد الاستخدام في تفادي أرواح المدنيين.

كما استخدم الرئيس ترامب «أم القنابل» MOAB، وهي قنبلة تقليدية تزن 21000 باوند ضد «طالبان»، مع أن حكومة «طالبان» لا تملك جيشاً نظامياً، ولا قواعد عسكرية يمكن استهدافها، لكن شعور الغطرسة كان الغالب في تلك الحرب، ومع ذلك فقد حرّرت «طالبان» أفغانستان وانسحب الأميركان في 2021.

ومن أسلحة الدمار الواسع التي يستخدمها الإرهابي نتنياهو على سكان غزة المحاصرة هي القنابل الأميركية الثقيلة زنة 2000 باوند التي يسقط ضحايا الواحدة منها بالمئات بعد استهداف المجمعات السكنية التي يقطنها الفلسطينيون المدنيون، وقنابل «مارك 84» وتسمى المطرقة، استخدمت في الهجوم على المناطق السكنية في الجنوب اللبناني منذ إعلان الحرب عليه، وهي شديدة الانفجار وتحدث حفرة واسعة وعميقة في الأرض.

لا بد أن جنرالات الحرب الأميركيين ونظراءهم الصهاينة يشعرون بالنشوة من كفاءة تلك الذخائر التي تهد المباني وتفتك بالمدنيين العزّل وغالبيتهم من النساء والأطفال الأبرياء.

روسيا كذلك أدلت بدلوها في اختبار أسلحتها الجديدة في منطقتنا العربية، حيث صرّح وزير دفاع روسيا السابق سيرجي شويغو، أن 320 من مختلف الأسلحة والطائرات الحربية الجديدة تم اختبارها في سورية، منها طائرة SU35 وSU34 وملحقاتها من الذخائر والقنابل والصواريخ، والهليوكبتر القتالية HAVOK، والروبوتات الهجومية.

كما اختبرت القنابل العنقودية، وطائرات الدرون، وبعض أنواع من الصواريخ الجديدة التي زودت بها فرقاطاتها وقد تم إطلاقها على المدن السورية.

كانت نتيجة التدخّل الروسي العسكري في سورية مع حليفيه النظام السوري والنظام الإيراني قتل وتشريد الملايين من الشعب السوري وتدمير مدنه العريقة بحجة مكافحة الإرهاب. وقد أثنى الرئيس الروسي بوتين أمام جنرالاته على كفاءة الأسلحة الجديدة التي تم اختبارها في سورية، ولعلها زادت من يقينه بأنها قادرة على هزيمة أوكرانيا، واحتلالها على وجه السرعة. لكنه واجه جيشاً أوكرانياً مزوداً بأحدث الأسلحة التي تفوق قدرات أسلحته التقليدية الجديدة التي سحق فيها الشعب السوري الذي كان يحارب بأسلحة خفيفة وغير متكافئة. وقد شارفت السنة الثالثة منذ الغزو على الانتهاء، ولم يحقق بوتين أي انتصار عسكري على أوكرانيا، وصار الأوكرانيون هم من يجرّبون أسلحتهم الحديثة التي تزودهم بها أميركا وحلفاؤها على جيشه المتعثّر في المستنقع الأوكراني!

الملاحظ بشكل واضح أن بلاد العرب والمسلمين هي الوحيدة من بين بلدان العالم التي تجرّب فيها أشد الأسلحة فتكاً وتدميراً، وتستهدف المدنيين. ومع ذلك فإن جامعة الدول العربية تقف متفرجة على قتل العرب، وكأنّ العربَ غُرباء عليها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف