جريدة الجرائد

بخصوص المواصلات العامة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حمود أبو طالب

بالنسبة لمفهوم جودة الحياة ليس بالضرورة أن يمتلك كل فرد أو كل أسرة أكثر من سيارة خاصة بهم، ولكن الجودة بمعناها العام أن يصل الإنسان إلى المكان الذي يريده عبر وسيلة نقل عام مريحة منضبطة المواعيد، تغطي كل المدينة التي يسكن فيها، يسهل الوصول إليها من المنزل، وتعمل على مدار الساعة.

لقد انقلب مفهوم جودة الحياة لدينا بتكدس الشوارع بالسيارات الخاصة وسيارات الأجرة، تحول إلى معاناة شديدة وإرهاق متزايد وضياع للوقت وتوتر للأعصاب ينعكس على الحالة النفسية في العمل والمنزل والحياة الاجتماعية، هذه تفاصيل قد تبدو هامشية وغير ملحوظة لكنها حقيقية، لا سيما في المدن الكبرى، وعلى سبيل المثال فقد أصبحت الشكوى البارزة لسكان الرياض الآن تتمثل في ازدحام الشوارع واستهلاك معظم الوقت في المشاوير، وليس الحال بأفضل في مدينة جدة وغيرها.

نشير إلى هذا الموضوع بمناسبة قرب تشغيل مترو الرياض؛ الذي تم إنفاق مليارات كثيرة على مشروعه، ويفترض أنه سوف يساهم في حل مشكلة الازدحام في عاصمة تشهد زيادةً مضطردةً في عدد السكان، وفعاليات متتابعة وزواراً على مدار العام، ما التقديرات المتوقعة للمتخصصين والمسؤولين عن المشروع لعدد الذين سوف يستخدمون المترو، وما النسبة المتوقعة لإسهامه في تخفيف اختناق الشوارع بالسيارات وتعطيل الحركة، وما المحفزات في تصميم المشروع ومرونته وعمليته التي تجعل الناس يفضلونه في التنقل. نحن لا نريد أن يقال إنه لدينا مترو فحسب، بل نريده مشروعاً عملياً يرفع الضغط عن كاهل الأزمة المرورية التي تزيد مع الوقت. نقول ذلك ونحن نعلم أن ثقافة استخدام المواصلات العامة تحتاج إلى وقت كي تصبح ثقافة عامة للمجتمع، وعلى سبيل المثال فإن حافلات النقل العام يقال إنها إلى الآن قليلة الاستخدام، وبعضها تجوب الشوارع شبه خالية من الركاب، وإذا كان الأمر كذلك فإنه يتطلب من كل جهات العلاقة أن تبادر بتحفيز الناس وبشكل مقنع على استخدام وسائل النقل العام، حتى لا تكون إضافة إلى الازدحام دون جدوى، وحتى يكون الإنفاق الكبير على مشاريعها مبرراً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف