شاهد آخر على تميز سوق عملنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
منذ أسابيع قليلة، لمع اسم المملكة العربية السعودية في نشرات الأخبار التقنية حول العالم بعد أن قفزت بجدارة إلى مصاف الدول الرائدة في التحول الرقمي. فقد تقدمت المملكة 25 مرتبة في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية لعام 2024، لتحقق المركز الرابع عالمياً، والأول إقليمياً، والثاني بين دول مجموعة العشرين في مؤشر الخدمات الرقمية. هذا الإنجاز لم يكن مفاجئاً لمن يعيش في السعودية، حيث أصبحت الرقمنة جزءاً لا يتجزأ من حياة المواطنين والمقيمين، ما ساهم في تحسين جودة الحياة والخدمات اليومية.
اليوم، يعود اسم السعودية ليحلّق من جديد في سماء التقنية والابتكار من خلال مشاركتها الفاعلة في معرض «جيتكس جلوبال»، الحدث الأضخم في عالم التكنولوجيا، والذي يعد منصة عالمية لتبادل الأفكار والابتكارات. مشاركة الشركات السعودية في هذا الحدث كانت لافتة للنظر، إذ قدمت المملكة نفسها كقوة رقمية متقدمة بفضل ما تقدمه من منصات وحلول رقمية رائدة، تعكس ريادتها في مجال سوق العمل والتحول الرقمي.
شركة «تكامل» السعودية، التي تمثل أحد أوجه هذا التميز، عرضت مجموعة من الحلول التي لفتت أنظار الزوار إلى إنجازات المملكة في مجال التطوير الرقمي. منصة «قوى»، التي باتت نقطة الانطلاق الأساسية للباحثين عن عمل وأصحاب العمل، تعزز مفهوم التوظيف الرقمي وتسهل الربط بين الكفاءات وأصحاب الأعمال. أما منصة «مساند»، فهي تعنى بتسهيل وتنظيم قطاع العمالة المنزلية، وضمان حقوق العمال وأرباب العمل على حد سواء. «الاعتماد المهني»، بدورها، تلعب دوراً محورياً في تحسين جودة القوى العاملة، من خلال اعتماد وتصنيف المهنيين في مختلف المجالات.
إلى جانب هذه المنصات، قدمت «تكامل» حلولاً متقدمة في قطاع النقل الرقمي، تساهم في تحسين كفاءة الخدمات وزيادة سهولة تنقل الأفراد. كل هذه الحلول ليست مجرد أدوات تقنية، بل هي تجسيد لخطط المملكة الطموحة، المرتبطة برؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي في الاقتصاد الرقمي.
إن معرض «جيتكس» ليس فقط ساحة لاستعراض الابتكارات، بل هو منصة للتأكيد على مكانة السعودية كلاعب رئيسي في مجال التكنولوجيا الرقمية. مشاركة الشركات السعودية في هذا المعرض العالمي تعكس التزام المملكة بالتحول الرقمي الشامل، ليس فقط في القطاع الحكومي، بل أيضاً في القطاع الخاص، من خلال شراكات متينة تهدف إلى تحسين الخدمات ورفع كفاءة سوق العمل.
ما يميز هذه المشاركة هو التعاون الوثيق بين الحكومة والقطاع الخاص في تطوير منصات رقمية متقدمة تستخدم أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والرقمنة. هذا التعاون يعزز مكانة المملكة على الساحة الدولية ويضعها في مقدمة الدول التي تتبنى التحول الرقمي كإستراتيجية مستقبلية، تسهم في بناء بيئة عمل أكثر شفافية وكفاءة.
إننا نعيش اليوم في عصر رقمي تقوده السعودية بقوة، وساهمت مشاركتها في «جيتكس» في تعزيز هذا الدور القيادي، حيث قدمت المملكة نفسها للعالم كنموذج يُحتذى به في الابتكار الرقمي. تلك المنصات والحلول التي عرضتها الشركات السعودية لم تعد مجرد مشاريع وطنية، بل أصبحت جزءاً من المشهد العالمي، تُستخدم لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات، وتساهم في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي على مستوى العالم.
في النهاية، نستطيع القول إن «جيتكس» كان شهادة جديدة على تطور الرقمنة في السعودية، وإن المستقبل الرقمي للمملكة بات أكثر إشراقاً، بفضل هذه الابتكارات والحلول التي تضعها على الساحة العالمية.