جريدة الجرائد

إلى متى عدم الحرص... على سلامة أرواح مرتادي الطريق (1من 2)

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

موسى بهبهاني

تداولت المواقع الإخبارية خلال الأسبوع الماضي فيديو مصوراً لقائد مركبة تسير بسرعة عالية وتهور وتطارد مركبة أخرى فيها أُسرة وأطفال بالطريق العام، هلع وخوف أصاب الأطفال وهم يصرخون فزعاً من هذا الموقف الغريب... يصطدم الجاني بالمركبة التي تقلهم ويعترض عليهم الطريق محاولاً التهجم عليهم بعد إيقاف المركبة ولولا لطف الله ومهارة قائد مركبة المجني عليهم حيث تمكن بصعوبة من مغادرة الموقع والتوجه إلى مركز الشرطة في المنطقة!

للأسف مثل تلك الحوادث ليست الأولى إنما تكرّرت مراراً في الفترات السابقة وأسفرت عن ضحايا... منهم من فقد حياته، وآخرون تعرّضوا لإصابات بليغة نتيجة تلك الممارسات اللاأخلاقية.

فالمركبة التي تستخدم كوسيلة آمنة للتنقل تحولت إلى أداة خطرة للنيل من أرواح البشر بسبب التهور وعدم المبالاة ولا خوف من عاقبة الأمور.

ناهيك عن الأسباب الأخرى للحوادث المرورية المميتة بسبب الرعونة والاستهتار الشديد بالقانون عند قائدي بعض المركبات سواء أكان مواطناً أو وافداً... والغريب أن من يستهتر بالقانون في وطننا ما ان يعبر الحدود ويصل إلى إحدى الدول الخليجية أو الأوروبية نجده يلتزم بالقانون وبالسرعة المحددة ولا يخاطر بأرواح مرتادي الطريق خوفاً من العقوبة!

فلماذا ما ان يرجع إلى الوطن حتى يتغير هذا المواطن والمقيم باستدارة تامة ويبدأ بالتهوّر والاستهتار وتعريض أرواح مرتادي الطرق للخطر؟

الإجابة:

(مَن أمن العقوبة أساءَ الأدب)

هناك أسباب أخرى لحوادث السير:

1 - تهالك وسوء حالة الطرق ووجود أخطاء هندسية جسيمة في تصاميمها.

2 - عدم كفاءة وجهل سائقي الشاحنات والمعدات الثقيلة بأبسط قواعد المرور والتي تحافظ على أرواح الناس.

3 - عدم اتباع وسائل الأمن والسلامة مثل استخدام المجسمات العاكسة نهاراً، وعلامات التحذير والانتباه المضيئة ليلاً بجانب مواقع الإصلاحات في الطرق وعلى المركبات الإنشائية.

4 - عدم الالتزام بالحارة المحددة للمركبات، فلكل حارة سرعة محددة ونوع محدد من المركبات التي تسير فيها.

5 - عدم التزام الدرّاجات النارية بجميع أنواعها (توصيل الطلبات - الدرّاجات السريعة ) بالحارة اليمنى ونجد سائقيها ينتقلون بسرعات عالية في كل الحارات.

6 - الدرّاجات الهوائية -عربات البوظة نجدها تسير في الطريق العام!

7 - قيادة المركبة تحت تأثير الملوثات العقلية.

8 - مركبات المعدات الانشائية- شاحنات نقل البضائع - سيارات القطر... في السابق ألزمت إدارة المرور تلك المركبات بوضع إضاءة فلاش أصفر على كابينة القيادة لتحذير المركبات في الطريق!

والسؤال المستحق أليس من المفترض أن تكون إنارة الانتباه والتحذير للمركبات اللاحقة وليس السابقة؟ بمعنى ان تكون تلك الإضاءة في مؤخرة الشاحنات.

إن عدم كفاءة سائقي الشاحنات والمعدات الثقيلة، والجهل بالقانون هو السبب الرئيسي للحوادث المرورية الجسيمة.

وللأسف كان أحد هؤلاء الضحايا ولدي فلذة كبدي المرحوم الشاب بإذن الله (مهدي)، فبسبب تواجد شاحنة البلدية وهي تجر قاطرة تنظيف ثقيلة خلفها ليلاً وفي الشارع العام وفي الحارة اليسرى، وبإضاءة تكاد تكون معدومة والسير بسرعة بطيئة، أي بمعنى: في المكان والزمان والحارة الخطأ والذي كان سبباً في هذا الحادث الأليم.

يقوم سائقو الشاحنات والمعدات الثقيلة وسيارات قطر المعدات الثقيلة مثل (الخلاطات -المولدات - معدات التنظيف - مضخات الهواء - خلاطات الإسمنت -زوارق الصيد- كرفانات -خزانات المياه -...)، يقوم هؤلاء المستهترون والجاهلون بالقوانين المرورية بالسير في الطريق العام، متنقلين من حارة إلى حارة وبإضاءة خافتة غير مطابقة لإرشادات الأمن والسلامة، وآخرون من دون أي إضاءة ولا وجود لعلامات تحذيرية، ما يتسبب في وقوع حوادث جسيمة.

دور إدارة المرور

وهنا يأتي دور إدارة المرور في تتبع وملاحقة هؤلاء المستهترين والمتهورين للحفاظ على سلامة الأرواح، وفي الوقت نفسه، فحص المركبة للتأكد من سلامتها ونوعية الإضاءة المستخدمة فيها ومعرفة إن كانت تطابق التعليمات والمواصفات العالمية من عدمها، كذلك معرفة التزام السائق بالسرعات القانونية، فمن المعلوم أن لكل حارة من حارات الطريق السريع سرعة معينة للسير عليها، فالمركبات الثقيلة يجب عليها الالتزام بالحارة اليمنى وهي الحارة المخصصة للسرعة البطيئة، والحارة الوسطى للسرعة المتوسطة، والحارة اليسرى هي للسرعة الأعلى، لهذا فإن السير بسرعة منخفضة في هذه الحارة قد يتسبب في حوادث مرورية، يجب أن يكون قائدو المركبات على دراية بحدود السرعة في كل حارة مع الالتزام بها للحفاظ على أرواح مرتادي الطريق.

اللهمّ احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف