نصف الحقيقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أشاهد على &"النت&"، كثيراً من اللقاءات التي يعود بعضها لعقود من الزمان، تحكي عن واقعة، يعدها البعض فصل الخطاب، ولا تحتمل الشك، رغم أنك ربما لو تأملتها قليلاً لاكتشفت أنها تنضح كذباً.
شاهدت لقاءً عن فيلم &"الخطايا&" بطولة عبد الحليم حافظ ونادية لطفي وإخراج حسن الإمام. الكل أكد أنها كانت الترشيح الأول، وأولهم عبد الحليم.
هذا الكلام هو نصف الحقيقة؛ فنادية جاءت بعد استبعاد سعاد حسني من البطولة، بعد تعثُّر مشروع الزواج، فقرر عبد الحليم انتقاماً، استبدالها والإتيان بمنافِستها في ذلك الزمن 1962.
في برنامج آخر سألوا سعاد حسني عن الواقعة فلم تقل هي أيضاً الحقيقة، وأشارت إلى أن الجميع اكتشفوا فجأةً أنها لا تصلح للدور، وأن نادية تنطبق عليها المواصفات، وأضافت سعاد أن نادية أدت الدور كما ينبغي أن يكون.
بمناسبة عبد الحليم أيضاً ستكتشف أن الوثائق المسجلة تشير إلى أنه كان يتمنى الغناء بألحان فريد الأطرش، بينما الحقيقة أنه كلما اقترب موعد تسجيل الأغنية المشتركة بينهما تَهَرَّبَ، واضطُرَّ فريد أن يغنيها بصوته، أو يسندها إلى مطرب آخر من منافسي حليم مثل محرم فؤاد. وبعد رحيل فريد قال عبد الحليم إنه سوف يعيد تقديم أغنيته الشهيرة &"الربيع&"، وعاش حليم بعدها 3 سنوات، ولم ينفذ الوعد. عندما رحلت سعاد مطلع الألفية، سألوا فاتن حمامة لماذا لم تلتقيا فنياً؟ أجابت بأنها تمنت، ولكن لم تعثر لا هي ولا سعاد على السيناريو. الحقيقة هي أن المخرج محمد خان رشحهما نهاية الثمانينات لكي تلعبا بطولة فيلم &"أحلام هند وكاميليا&"، الذي شارك في بطولته بعد ذلك نجلاء فتحي وعايدة رياض، وكما قال لي (خان) اكتشف أن كلاً منهما تخشى أن تسرق الأخرى منها الكاميرا.
في كل الأفلام الغنائية التي يشارك فيها مطرب ومطربة غالباً يجمعهما &"دويتو&" مشترك، إلا أنه في فيلم &"شارع الحب&"، الذ كان من بطولة صباح وعبد الحليم وإخراج عز الدين ذو الفقار، حطم حليم تلك القاعدة، ولم يجمعه مع صباح أغنية، مثل أفلامه مع شادية، وقد أوحى حليم للمخرج بذلك، ففي ذلك الحين عام 1957، ارتفعت أسهمه في السوق السينمائية، بعد أن تعددت نجاحاته، وصار من حقه أن يفرض شروطه، وأراد حليم أن يرتبط فقط بـ&"الدويتو&" مع شادية، والدليل أنه عندما التقى شادية مجدداً بعدها في &"معبودة الجماهير&"، قدماً معاً &"دويتو&" شهيراً وهو &"حاجة غريبة&". نور الشريف في كل أحاديثه كان يعلن حسماً للمعارك المتعلقة بكتابة أسماء النجوم: &"اللي أجره أكبر مني يسبقني، ما عدا فريد شوقي يسبقنا جميعاً&"، وطبَّق ذلك في كثير من أفلامهما المشتركة، إلا أنه أغضب فريد قبل رحيل &"الملك&" بـ4 أعوام، في فيلم &"الطيب والشرس والجميلة&"، عندما تصدر &"الأفيش&" و&"التترات&"، وأقام فريد دعوى بالتعويض، ثم تَدَخَّلَ الأصدقاء، وتنازل فريد، ولم يلتقِ من بعدها فنياً مع نور.
كثيراً ما يشيد أحمد السقا في كل أحاديثه بالنجم الكبير محمود عبد العزيز ويعده أستاذه، الحقيقة أن محمود غضب من السقا، في فيلم &"إبراهيم الأبيض&"؛ لأنه لم يكتف فقط بأن يسبقه على &"التترات&" و&"أفيشات&" الدعاية، بل تَدَخَّلَ بطريقة غير مباشرة لتقليص دوره في الفيلم، وكانت تلك هي آخر إطلالة لمحمود على شاشة السينما.
الوثيقة لا تقول بالضرورة كل الحقيقة، بل ستكتشف بين الحين والآخر أن تلك هي نصف الحقيقة!!
التعليقات
صحافة نميمة
زارا -والصحافة الخاصة بالفنانين ايضا دائما تكذب ولو قليلا بتهويل الأمور وتبيان اي سوء تفاهم بسيط بين الفنانين حينها بأنه خلاف كبير، بل كانت الصحافة هي نفسها اكبر سبب لسوء الفهم نفسه وتحويله لخلاف، او اظهاره كخلاف، خاصة بعد موت النجوم المعنيين. كل ما ذكر اعلاه ليس حقائق بل تفسيرات تريد ان تظهر النصف الآخر من الحقائق. تردد عبدالحليم مثلا في غناء الحان فريد يعني انه حقا كان يريد ان يغني الحانه وتردده لأي سبب لا يلغي هذه الحقيقة. كثر الحديث وقتها عن خلاف سعاد حسني وفاتن حمامة بينما سمعت بنفسي في مقابلة مع فاتن حمامة كيف تمدح المواهب الفنية المتعددة لسعاد وتعتبرها هي الوحيدة التي يمكن ان يقال عنها نجمة شاملة...وامثلة كثيرة غيرها. وفي المسلسلات السخيفة التي تم انتاجها عن بعض النجوم، تعمدث تلك المسلسلات السخيفة جدا ان تظهر دائما شخصية كعدو او منافس غير شريف للنجم. مثلا اظهروا منيرة المهدية كعدو لام كلثوم فقط لان الاخيرة كانت من اصل فلاحي بينما منيرة لم تكن كذلك، فكان ذلك فرصة للحقد الطبقي ان يظهر من جديد، بدل ان يحتفلوا بمنيرة المهدية التي اهدت للمسرح المصري الكثير. في مسلسل سعاد حسني اظهروا اختها الفنانة الرائعة نجاة وكانها حاقدة عليها فقط لانها قالت لها ان صوتها (مش بطال) ناسين ان صوت سعاد هو فعلا (مش بطال) ولا يمكن ان يقال عنه انه صوت كبير او طربي. بنوا على ذلك اساطير من الكذب عن الغيرة الشديدة، مهينين بذلك فنانة اسطورية الصوت وجميلة النفس كنجاة الصغيرة. حتى في مسلسل عن صباح والذي كان انتاجا لبنانيا، عمدوا ان يظهروا نور الهدى كمنافسة غيورة حقودة، في الوقت الذي قدمت نور الهدى اجمل الأغاني وكانت من اروع الأصوات. لا يا سيد، الصحافة الفنية المصرية ومنذ عقود مبنية على النميمة الرخيصة.