جريدة الجرائد

قضى السنوار نحبه مُجاهداً الصهاينة المحتلين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سلطان ابراهيم الخلف

نحسبه عند الله شهيداً، فقد قضى يحيى السنوار، رئيس حركة حماس نحبه أثناء قتاله جنود الصهاينة المحتلين فوق أرض غزة المحاصرة والصامدة. عندها شعر الصهاينة بالإحباط، وخيبة الأمل، فقد كانوا يبحثون عنه في الأنفاق تحت الأرض مع حليفهم الأميركي دون جدوى، وصار بطلاً في نظر الشعوب العربية وشعوب العالم، الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي العجوز التائه إلى المبادرة على وجه السرعة بتهنئة الإرهابي نتنياهو، كما وجه تهنئته السخيفة إلى العالم، في محاولة يائسة لتشويه صورة البطل السنوار، لكن بعد فوات الأوان، ولم يحقق العجوز بايدن أمنيته في تحديد مكان السنوار واغتياله فيه، ولم يضف مكسباً لنفسه ولصهاينة حزبه الديمقراطي الذين يقتاتون على دماء أبطال وأطفال ونساء غزة الأبرياء.

فقد خذل السنوار إمكاناتهم على مدى عام من البحث عنه في الأنفاق ليصدمهم صريعاً مقاتلاً جنودهم فوق الأنفاق، وداخل مبنى سكني على تل السلطان عالياً متعالياً عليهم في غزة الصامدة. وسقطت بذلك الإشاعات المغرضة التي تتهمه بالتخفي داخل الأنفاق، مع أن المقاتلين الفيتناميين كانوا يعتمدون على الأنفاق في قتالهم الجنود الأميركان، وكانت الأنفاق سبباً رئيساً في هزيمة الأميركان في حرب تحرير فيتنام، وسبباً رئيساً في إنهاك جنود العدو الصهيوني الذي لم يحسم معركته حتى الآن مع مجاهدي «حماس»، وخذلت جيشه الذي طالما افتخر بقوته الضاربة، وإمكاناته العسكرية العظيمة، وبطولاته الزائفة.

لكن حقيقة الأمر، أن المتخفي الحقيقي اليوم هو الإرهابي نتنياهو، الذي لا يجرؤ على الظهور العلني أمام الصهاينة، لخوفه من الاغتيال على يد صهيوني ممن يئسوا من ألاعيبه السياسية، ومن خذلانه لهم، ورفضه وقف الحرب مقابل إطلاق سراح أسراهم الذين يتعرضون للقتل على أيدي جنودهم، وهو يعلم أن اغتياله هو الوسيلة الوحيدة التي ستضع نهاية لحربه الفاشلة، وتؤدي إلى انهيار حكومته المتطرفة، وهذا ليس غريباً على المجتمع الصهيوني، فقد اغتال شاب صهيوني رئيس وزرائه اسحق رابين بعد اتفاقية أوسلو، وهو يتحدث في مهرجان خطابي أمام جمع من الصهاينة.

لذا، يقيم الإرهابي نتنياهو في منزل محصّن يملكه الملياردير اليهودي الأميركي Falic في القدس المحتلة، لأنه لا يشعر بالأمان في منزله في قيساريا، والذي تعرّض لإصابة مباشرة من مسيرة أطلقت من جنوب لبنان منذ أيام، ولم يكن متواجداً في منزله أثناء قصفه.

أبو إبراهيم، يحيى السنوار، رحمه الله، مهندس عملية «طوفان الأقصى» البطولية، كان شخصية تتميز بعزيمة قوية وشدة بأس وشكيمة، لم تثنها ما لقيه من معاناة نفسية وصحية أثناء سجنه الذي حكم فيه بأربعة أحكام مؤبدة، لقتله جنديين صهاينة.

وفي العام 2011، خرج بعد 23 عاماً من السجن في صفقة تبادل أسرى، أطلق فيها أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح جندي صهيوني واحد هو جلعاد شاليط، ما يشير إلى مدى قيمة الأسير الصهيوني الواحد، فما بالك بأكثر من مئة أسير صهيوني وقع في أيدي المجاهدين الفلسطينيين في غزة، وصارت سلامة عودتهم أحياء كابوساً يؤرق الإرهابي نتنياهو ويهدد حياته.

قافلة النضال الجهادي ضد الصهاينة المحتلين لا تتوقف، يسقط بطل فيقوم محله أبطال: «من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه، فمنهم مَن قضى نحبه ومنهم مَن ينتظر وما بدّلوا تبديلا» صدق الله العظيم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف