جريدة الجرائد

واشنطن "تُهندس" الضربات الإيرانية – الإسرائيلية!

الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ما هي دلالات الضربة الإسرائيلية ضدّ إيران؟ هل انتهت مباراة “التنس”، وتبادل الطابات المستمرّ منذ مطلع العام الفائت؟ وأين ستكون “الساحة” بين الطرفين خلال المرحلة المقبلة؟ وما هو دور أميركا في “الضربة المحدودة”، وفي عدم ردّ إيران على الردّ الإسرائيلي؟

رسالة إدارة جو بايدن لإيران كانت محدّدة وصادقة ومباشرة وشملت العناصر التالية:

1- قبل نهاية تشرين الأوّل ستكون ضربة عسكرية إسرائيلية.

2- الضربة ستكون من الجوّ.

3- لن تكون الضربة، بناء على طلبها، ضدّ أيّ أهداف مدنية.

4- لن تكون الضربة ضدّ مصافي البترول أو معامل الغاز.

5- لن تكون الضربة ضدّ أيّ من المراكز الثلاثة للأبحاث النووية وتخصيب الماء الثقيل.

6- نصحت واشنطن باحتواء الضربة وعدم تضخيم حجم الخسائر وضبط النفس وعدم الردّ على الردّ الإسرائيلي.

هذه الرسالة نُقلت عن 3 مصادر:

&- الأوّل: دبلوماسي في أوروبا. ويُعتقد أنّه عبر قناة سويسرية. حيث تقوم سويسرا برعاية المصالح الإيرانية. وهي قناة دقيقة وموثوقة لدى طهران.

&- الثاني: قناة عُمان حيث تلعب مسقط دور الوسيط وصندوق البريد الأمين ومركز اللقاءات الآمن بين الطرفين الإيراني والأميركي.

&- الثالث: خلال رحلة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأخيرة إلى نيويورك والدوحة، سمع الرسالة ذاتها.

كان الردّ الإيراني وقتها أنّه إذا تمّ الالتزام بعدم المساس بالمفاعلات النووية ومراكز الطاقة، وعدم القيام باغتيالات، فإنّ إيران يمكن أن تعتبر أنّ حالة التصعيد المتبادل بين طهران وتل أبيب يمكن ضبطها والتوقّف عن استمرارها في هذه المرحلة.

التزام الطّرفين بقواعد اللّعبة المرسومة
منذ بدء الضربة الإسرائيلية المضادّة منذ ساعات، التزم الطرفان على مستوى التصريحات بقواعد اللعبة.

قالت إسرائيل: أصبنا أهدافنا بدقّة والعملية ناجحة والردّ اكتمل.

قالت إسرائيل في تصريح إضافي: إذا اختارت إيران الردّ فسوف يكون ردّ فعلنا عنيفاً.

ربّما أهمّ تصريح مبطّن تمّ تسريبه هو أنّ سماء إيران أصبحت بعد الضربة أكثر حرّية بالنسبة لنا. وهذا يعني أنّ الضربة أدّت إلى إحداث ضرر في دفاعات إيران الأساسية.

والرسالة العميقة أنّ إسرائيل نفّذت الليلة الماضية ثلاث هجمات على منصّات الصواريخ البالستية وأماكن تصنيعها وتجميعها.

على الرغم من بُعد المسافة التي تراوح بين 1,200 و1,500 كلم، فإنّ الضربات كانت دقيقة.

في المقابل قلّلت طهران من معنى الضربة وآثارها، وقالت صراحة إنّها لم تكن مؤثّرة، وإنّ الدفاعات الإيرانية “نجحت” في تحييدها.

أكّدت طهران أنّ الضربات لم تؤدِّ إلى خسائر مدنية ولم تكن دقيقة.

بعد ساعات من الضربة عادت إيران إلى فتح مجالها الجوّي لكلّ أنواع الطيران المدني، وهو ما يعكس نهاية حالة الطوارئ الإيرانية.

أميركا: تفاؤل… ومساران
أمّا الجانب الأميركي فخرج بتصريحات متفائلة متسرّعة بأنّ هذه المرحلة من التصعيد قد انتهت، وأنّه ينصح إيران بعدم الردّ على الردّ.

نصحت واشنطن إسرائيل بضبط الردّ، ونصحت إيران باحتواء الردّ.

قامت واشنطن بالإنذار المبكر السرّي لإيران بالضربة في الوقت الذي وفّرت فيه بطّاريات الدفاع “ثاد” للحليف الإسرائيلي.

منذ الأوّل من تشرين الأوّل، أي منذ تاريخ الضربة الإيرانية على مواقع غير مدنية وغير نووية إسرائيلية، هناك مساران لم يهدآ ليل نهار، وهما:

1- المسار الخاصّ بالحوار السياسي والأمني بين واشنطن وتل أبيب بهدف إقناع الأخيرة بضبط ردّ فعلها بحيث لا يؤدّي إلى انفلات إقليمي في المنطقة.

2- المسار الثاني هو الحوار المنفصل بين المستوى السياسي والمستوى العسكري في الداخل الإسرائيلي في اختيار وقت وحجم وأهداف الضربة.

لم يغِب عن واشنطن أن تؤكّد في رسالتها أنّها لن تشارك إسرائيل في الردّ، لكنّها بلا شكّ سوف تكون متأهّبة عسكرياً في كلّ قواعدها في المنطقة… برّاً وبحراً لتعبئة كلّ أنظمتها الدفاعية المتقدّمة لمنع أيّ ردّ فعل إيراني جديد.

تعرف طهران عبر علاقتها الخارجية مع الاستخبارات العسكرية الروسية أنّ إسرائيل حصلت على بطّاريتين من نظام الدفاع الصاروخي “ثاد” الذي تمتلك أميركا 6 بطاريات منه فقط، أي لدى إسرائيل الآن ثلث مجموع ما تملكه واشنطن.

نقلت موسكو لطهران أنّه تمّ بالتعاون مع واشنطن استكمال استعدادات تل أبيب والترتيبات النهائية للضربات الإسرائيلية. وجاء ذلك خلال لقاء الرئيسين الروسي والإيراني على هامش قمّة بريكس في “قازان”.

المتّفق عليه ضمناً حتى الآن هو ممارسة الشدّ والجذب والضربات المضادّة على الساحة اللبنانية من الآن حتى معرفة اسم الرئيس الأميركي الجديد، حتّى إشعار آخر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف