جريدة الجرائد

المُستفِزْ والمُستَفَزْ

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عثمان بن حمد أباالخيل

أناس مستفزون وأناس يستفزون، هؤلاء الناس يشعرون بأنهم استفزوا وهؤلاء يشعرون بالغضب لا أنهم مستفزون. الاستفزاز نوع من أنواع الحوار وهدفه الإثارة ورفع ضغط الدم، الاستفزاز، إما أن يكون إيجابيا أو سلبيا، فالاستفزاز الإيجابي هو إثارة مكامن النفس البشرية للعطاء والإبداع، والاستفزاز السلبي هو الذي يحدث بقصد إثارة الغضب وهذا مرفوض حضاريا واجتماعيا في أي مجال وأي وقت وفي أي مكان.

من الطبيعي أن الإنسان المستفز هو إنسان نرجسي ومغرور ومتعجرف يسعى إلى السيطرة على الآخرين والتقليل منهم واستفزازهم، وذلك لتعوض نقصا ما بداخله. ومن الطبيعي أن نقابل هؤلاء المستفزين في العمل أو البيت أو في مكان عام أو في العلاقات الزوجية أو بين الزملاء والأصدقاء الكل يسعى للتخلص من المستفزين لكن في أوقات كثيرة من الصعب ذلك خصوصا يحين يكون ذلك المستفز قريبا من الدرجة الأولى، أو زوجا، أو زوجة، أو زميل عمل، أو صديق أو من له في القلب محبة. الأسهل هو أن يطور الإنسان نفسه على التعامل مع المستفزين، والتحكم بانفعالاته وعواطفه عند التعامل مع الشخص المستفز «القوة الحقيقية، قدرتك على الحفاظ على هدوئك في موقف استفزازي». أحمد مازن الشقيري

حين تواجه المستفز تذكر أن هناك فن الردود على المواقف المستفزة من إنسان مستفز، لكيلا تقع ضحية ردة فعل غير محسوبة الصمت وعدم إصدار أي رد فعل قد يجعله مستفزا منك بشكل كبير، الهدوء في الردود، ورحم الله الإمام الشافعي، قال: إذا نطق السفيه فلا تجبه.. فخير من إجابته السكوت فإذا إجابته فرجت عنه... وإذا تركته غيظا يموت. كن هادئا وتكلم بهدوء وبالوقت نفسه لا تهابه، كلما حاول استفزازك كن أكثر هدوءا وابتسم، بتلك الطريقة فقد انتصرت عليه. لأن المستفز هدفه الاستفزاز فقط ولا تنسى لغة الجسد، فهي أبلغ من التعبير الكلامي، حيث يجب أن تكون طريقة الرد على الاستهزاء معبرة من خلال الحركات الجسدية ونظرة العيون، بحيث تدل على الغضب والاشمئزاز. الأمر الأكيد أن الاستفزاز مرفوض وممقوت، فتجنبوه وراعوا مشاعر الناس، وتحلوا بالأدب الإسلامي والذوق الحسن الرفيع وتخلقوا بخلق الإسلام.

لا شك في أن الذي يثير الآخرين ويدفعهم إلى الغضب ويستدرجهم لمعارك كلامية شائكة هو الإنسان الذي لا يثق بنفسه المستفز. شخصيا واجهت الكثير من الأشخاص المستفزين في كافة المراحل العمرية وكان موقفي ثابتا في كل مرة التجاهل والابتسامة الصفراء وإدارة الظهر. لدي قناعة أن الأشخاص الذين لا يسهل استفزازهم هم الأشخاص الذين لا يعطون الآخرين أكبر من قيمتهم فكن كذلك حين تستفز. فكم من إنسان أعطي للآخر أكثر من حجمه فتصرف معه من نفس المكان الذي رفعه إليه واستفزه بعد ذلك.

همسة

لا تسمح لأي إنسان أن يفسد يومك أو يضعف عزيمتك ويعكر مزاجك حين يستفزك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف