دروس في استكشاف الذات وقوة التفكير
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله الزازان
كثيرة هي الكتب التي تناولت قوة التفكير بصيغ وأساليب ومفاهيم مختلفة، كالدكتور إبراهيم الفقي، والكاتب الكندي بوب بروكتور، والكاتب الأمريكي نابليون هيل، والمفكر الروحاني الياباني ريو هو أوكاوا، والكاتب الأمريكي نورمان فينسنت بيل وكتابه الشهير «قوة التفكير الإيجابي» والذي يعد واحدًا من الكتب التي حظيت بشعبية واسعة على مستوى دول الغرب الصناعي. واحتل الكتاب مكانة دائمة في أرشيف الكتب الأكثر ترشيحًا للقراءة، وترجم لأكثر من 40 لغة. ولعل ما ساعد على انتشار الكتاب أن بيل كان شخصية عامة تحفيزية، وله ظهور واسع في القنوات التليفزيونية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك حاز كتابه قبولًا وانتشارًا واسعين. رغم أنه يقدم في كتابه «تطوير الذات» من منظور روحاني باعتباره عالم لاهوت وواعظًا إصلاحيًا، درس في كلية اللاهوت في جامعة بوسطن، فقد استطاع من خلال دراسته للطب النفسي وانتسابه إلى المؤسسة الأمريكية في الدين والطب النفسي أن يمزج ما بين التطوير الذاتي وعلم اللاهوت والروحانيات. ولكونه كاتبًا غزير الإنتاج، نشر مجموعة من المؤلفات ذات الطابع الروحاني الذاتي، رغم أن كتابه «قوة التفكير الإيجابي» يدخل في سياق تطوير الذات بنفس تأملي وروحاني. وتعرض الكتاب لبعض الانتقادات فيما يتصل بنقولاته واقتباساته، فقد اقتبس المؤلف نقولات لعلماء وفلاسفة مجهولي الهوية، مكتفيًا بقوله «عالم النفس المشهور» و«عالم الاجتماع المعروف». أما الكتاب، من حيث المنطلقات الفكرية، فهو مزيج من التأملات والروحانيات وتطوير الذات وقراءاته اللاهوتية ونظريات علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع التجريبي. والتي يصعب فصل تلك الأفكار والعلوم والنظريات بعضها عن بعض. والتي تظهر بوضوح في كتاب ( قوة التفكير الإيجابي) حيث يتداخل علم اللاهوت مع علم النفس وعلم الاجتماع وتطوير الذات في دوائر متداخلة، فالمؤلف لم ينطلق في كتابه من معطيات تجريبية، بل اعتمد على فرضيات وتأملات وقراءات واستنتاجات خاصة، وليس على نتائج مباحث تطبيقية أو تجريبية. ولذلك فإن نورمان ليس سوى تلميذًا مخلصًا. لفلسفته الروحانية وتأملاته الخاصة في علم اللاهوت. وإن كانت فكرة الكتاب ومنهجيته تقوم أنماط التفكير الروحاني التأملي إلا أن نورمان وظف تطوير الذات وعلم النفس الاجتماعي في سردية الكتاب، رغم أن الكتاب مؤسس على أرضية لاهوتية ولذلك فإن النزعة اللاهوتية تطغى على الكتاب في إطار تطوير الذات، فهذا المزج الديني الروحاني والفلسفي التأملي والنفساني، يصب في تطوير الذات والتحفيز الذاتي فإذا ما أردنا أن نختزل الكتاب في فكرة وتعريفاً خاصاً فهي أن العقل الإنساني لا يتطور إلا بالتفكير الإيجابي المتواصل، ولا ترتقي الحياة الا بقوة التفكير الإيجابي، ولذلك فمحور الكتاب يدور حول قوة التفكير الإيجابي وتأثيره في حياة الإنسان. فالمؤلف من خلال هذه الوصفة يقدم جملة من النصائح والمواعظ والتقنيات والإرشادات لتحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية، مركزًا على مبدأ الثقة بالنفس والتعامل بكفاءة مع التحديات والمصاعب والمواقف ومتاعب الحياة. وفي هذا يسعى المؤلف إلى تحقيق التوازن النفسي والتصالح مع الذات حيث يجمع ما بين التجربة الإنسانية والنصائح الاجتماعية، فنورمان يرى أن التغيير إلى الأفضل يكمن في تغيير الأفكار والمشاعر وتحويلها إلى أفكار ومشاعر إيجابية. على أي حال الكتاب مليء بالتجارب والتأملات والتحليلات حول قوة التفكير الإيجابي، والتي جاءت نتاج أفكار فلسفية وتأملات روحانية ونظريات اجتماعية ونفسية وذاتية.التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف