جريدة الجرائد

الأعراض خط أحمر!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبدالعزيز الفضلي

موجة غضب عارمة عمّت الوطن العربي والإسلامي بعدما تعرّض أحد الـ(...)، بالطعن والتشويه لأعراض أخواتنا الحرائر الشريفات العفيفات في غزة.

يتعجّب المرء من جرأة البعض على الطعن في أعراض المسلمات، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك بقوله (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).

وقد شدّد الإسلام العقوبة على من يطعن في عرض المسلمات المحصنات العفيفات، فجعلها الجلد 80 جلدة، وعدم القبول لشهادته، وأن يوصف بالفسق.

بل إن الإسلام جعل لنساء المجاهدين حُرمة أشد، إذ ورد في الحديث عن النبي، عليه الصلاة والسلام، قوله:

(حُرْمَةُ نِساءِ المُجاهِدِينَ علَى القاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهاتِهِمْ، وما مِن رَجُلٍ مِنَ القاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلاً مِنَ المُجاهِدِينَ في أهْلِهِ فَيَخُونُهُ فيهم، إلَّا وُقِفَ له يَومَ القِيامَةِ، فَيَأْخُذُ مِن عَمَلِهِ ما شاءَ).

كم هو مُؤلم ومحزن أن يتم التعرض لنساء غزة الصابرات المحتسبات، اللائي لا تكاد تجد واحدة منهن إلا وقد فقدت أباها أو ابنها أو أخاها أو زوجها، أولئك النسوة اللائي شهد لهن القاصي والداني بالشرف والعفة والستر والاحتشام، أولئك اللائي لا ينزعن لباس الصلاة حتى عند النوم، حتى إذا استشهدت إحداهن لم يتكشف شيء من جسدها.

أمثل هؤلاء الحرائر يُطعن في شرفهن؟!

ألا يعلم مَن يتعرض لأعراض المسلمات بأن عقوبته معجّلة له في الدنيا قبل الآخرة، وأنه ذنبٌ - كما قيل - عقابه فيه!

يقول الرسول، عليه الصلاة والسلام،: (لا تُؤذُوا المسلمينَ ولا تُعيّروهُم ولا تَتّبعوا عوراتهِم، فإنه من تتبع عورةَ أخيهِ المسلمِ تتبعَ اللهُ عورتَهُ، ومن يتبعِ اللهُ عورتهُ يفضحْه ولو في جوفِ رحلهِ).

إنه ليس أحقر ممن يطعن في أعراض نساء غزة إلّا الذي يدافع عنه ويبرّر خطيئته، ويلتمس له الأعذار، بحجة عدم خذلان المسلم!

أليس أخواتك المسلمات اللائي تم الطعن في أعراضهن أولى بتلك الغيرة والحمية؟

وفي المقابل، فإنني أدعو الله تعالى أن يحفظ ويصون ويحمي ويستر كل من دافع عن أخواتنا الحرائر في غزة، وأن يدفع عنهم نار جهنم كما دافعوا عن أخواتهم العفيفات.

كما أدعو الحكومة بأن تتخذ كل الإجراءات القانونية ضد كل من طعن في نساء غزة، نصرة لهن، وحماية لسمعة الكويت الناصعة والمعروفة بوقوفها مع الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين، وموقفها الثابت في الدفاع عنهم ومناصرتهم، والتي للأسف قد تضرّرت بسبب التصريحات المشؤومة.

ونقول لأخواتنا حرائر غزة ستبقين مثل ينابيع الماء الصافية لا يضرها ان ولغت الكلاب فيها.

X: @abdulaziz2002

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف