منصة للتعصب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عقل العقل
تشاهد بعض الكتاب والمحللين الرياضيين أصحاب الميول ثابتين في آرائهم تجاه أنديتهم وهم يدافعون عنها ليل نهار، وكأن تلك الأندية والكيانات التاريخية سوف تنهار أو تضيع إذا لم يصرخ هذا المشجع، وليس المحلل الرياضي المنصف في التصدي لأمور النادي، ولكن ميزة البرامج الرياضية المتعارف عليها أنها تستضيف مشاركين فيها من أطياف وأصحاب ميول مختلفة، لكل واحد منهم رؤيته الخاصة تجاه المشهد الرياضي، وقد يكون لدى البعض منحى متعصب تجاه الأندية الأخرى، وتجد أحدهم يسأل عن إخفاق للمنتخب مثلاً يقوم بإرجاعه أنه بسبب كون المنتخب أغلبية لاعبيه من ناد محدد، وهذه كانت مرددة حول أغلبية لاعبي المنتخب من نادي الهلال مثلاً في السنوات الماضية، رغم أن المنتخب السعودي كان يقدم مستويات ونتائج مشرفة للكرة السعودية تفوق فيها على منتخبات عالمية.
هذه النتائج أصابتهم بالحزن والغم ورددوا أن سبب إخفاق المنتخب هو بسبب هلالية لاعبيه، وتغيرت التشكيلة وأصبح ناديهم هو الأكثر تمثيلاً في المنتخب والنتائج كارثية، ولاذوا بالصمت للأسف وسلطوا مشارطهم المتعصبة على النجم السعودي ونادي الهلال سالم الدوسري، بسبب ضعف أداء المنتخب كمجموعة وعدم توفيق مدرب المنتخب مانشيني في مسيرته الفنية مع منتخبنا ورحيله مؤخراً.
الإعلام الرياضي يدعي أنه موضوعي، وهو في أغلبه متعصب وينظر لإنجازات الوطن الرياضية، سواء للمنتخبات أو الأندية السعودية بعيون ضيقة جداً فإذا لم يكن ناديه هو صاحب المنجز فإن همه بالظهور الإعلامي أو في مواقع التواصل الاجتماعي التقليل من تلك الانتصارات والمشاركات الوطنية للمنتخب أو الأندية.
بعض البرامج الرياضية جديدة على المشهد بطريقة طرحها أو بانغلاق المشاركين فيها على طيف واحد، والذين لهم التقدير والاحترام، ولكن هذه البيئة المنغلقة، والتي تسمع صدى نفسها، خطيرة جدا في نشر الفكر الرياضي الضيق، ورغم مناداتهم أن برنامجهم هو لمناقشة أمور ناديهم إلا أن خطابهم ليس بذلك، فكله وبالأساس موجه ضد الأندية الأخرى وخاصة ضد نادي الهلال ومنجزاته، أستغرب أن يكون البرنامج ملغماً برسائل بسيطة وذات مدلولات ساذجة تحاول تمرير خطاب رياضي متعصب، أتمنى أن يكون هذا البرنامج وغيره أكثر تنوعاً لتكون أكثر فائدة للجميع، فإن الانغلاق وتجميل ناد محدد من قبل نقاد يميلون له مضرة بشكل كبير؛ فالنقد ولو كان قاسياً هو المخرج الحقيقي لتصحيح الأخطاء في أي منظومة رياضية.
هذه البرامج تسيء لأندية جماهيرية ولتاريخها الرياضي، وهي تعتاش على محاولة التحدث والدفاع الأوحد عنها، وهذا غير مقبول بالمطلق.