من الفائز؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خالد بن حمد المالك
غداً، ينتهي الانتظار، ويتوقف الترقب، ولا يكون هناك فرصة لمزيد من الاستطلاعات، فالأمريكيون سيبدأون التصويت لاختيار رئيسهم الجديد، في ظل تنافس حاد بين ترامب وهاريس، وقلق لدى الحزبين الجمهوري والديمقراطي خوفاً من الخسارة، ومن أن تؤول الرئاسة لغير ما كان لا يتمناه الحزب الخاسر.
* *
إنها ساعات وليست أياماً، يصاحبها قلق كثير، وخوف مزمن، وآمال لدى كل حزب بأن يكون مرشحه الفائز في الانتخابات، بينما الناخب الأمريكي يحبس الآن أنفاسه بانتظار نتائج هذه المنافسة المحتدمة، ونهاية هذا العرس الكبير، وردود الفعل والتداعيات لما سيكون عليه حال أمريكا والعالم بعد الانتهاء من التصويت، وإعلان النتائج.
* *
أحياناً تلامس الاستطلاعات التي تسبق الانتخابات النتائج، وتكون التكهنات أقرب إلى الواقع المنتظر، لكن ليس هذا على إطلاقه، إذ إن نتائج الانتخابات تكون في بعض الأحيان مخالفة للاستطلاعات، وغير متفقة مع استطلاعات الرأي، لكن الاستطلاعات تظل موضع متابعة واهتمام شديدين، وكأنها تعلن مسبقاً اسم الرئيس القادم، وأن على جميع المصوتين تصديقها مسبقاً، وقبل بدء الاقتراع.
* *
سباق رئاسي أمريكي غير مسبوق بين رئيس سابق، ونائبة رئيس لا يزال يقيم في البيت الأبيض، وأهمية هذه الانتخابات تحديداً أنها تأتي وسط أجواء عالمية متوترة ، من حيث الحروب، ومؤشرات تصادم متوقع بين الدول الكبرى بينما ينذر (ربما) بحرب عالمية ثالثة إذا لم يُحسن قادة هذه الدول أخذ الموقف المناسب للسيطرة على اندفاعاتهم، وتغليب العقل والحكمة والموقف المسؤول في هذه الفترة الحرجة.
* *
فحرب روسيا - أوكرانيا، وحرب إسرائيل مع لبنان وإيران وفلسطين، والتلويح بحرب بين الصين وتايوان، وتداخل دول أخرى في هذه النزاعات، يجعل الرئيس الأمريكي القادم أمام أكثر التحديات خلال السنوات الأربع القادمة، بما لم يواجهه الرؤساء السابقون بعد الحربين العالميتين، وأنه مناط به تحمّل هذه المسؤولية بشجاعة وفهم، وجعل كل هذه التطورات الخطيرة بمثابة عاصفة تمر دون أن تترك أثراً سلبياً على أمن واستقرار العالم.
* *
وأياً كان الفائز برئاسة أمريكا، فإن التغيير بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية سيكون محدوداً، فأمريكا هي أمريكا بكل مواقفها التاريخية، مع خصومها، وشركائها، وحلفائها، يحكم كل ذلك مصالحها الإستراتيجية، وإذا حدث تعديل في شيء من سياستها، فذلك لن يكون خارج اهتمامها بالدفاع عن مصالحها، وعدم الإضرار بأصدقائها.