جريدة الجرائد

فيلم أكشن عالمي!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبده خال

بوصلة أذان، وعيون العالم توقفت على الانتخابات الأمريكية، وتوقف شمل الكبير، والصغير، فهذا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول:

(الرئيس الأمريكي جو بايدن أوصى بدعم هاريس، لذا سوف أدعمها أيضاً).

وبغض النظر عما انطوى عليه قول بوتين كتدخل في السياسة الداخلية أو (تشويش) سياسي انتخابي، خاصة أن تهمة التشويش ليست حديثة، فالسنوات الماضية اتهمت أمريكا دولاً بعينها بأنها تدخلت في الانتخابات السابقة.

ومن العته، أن يصاغ سؤال عن سبب الاهتمام العالمي بنتيجة هذه الانتخابات.. ومع الضجيج الإعلامي حول من سيكون سيد البيت الأبيض، يمكن تلمس ماهية تلك الرغبات، فالعالم تتنازعه رغبتان؛ فوز، أو خسارة لأحد المترشحين، وهذه الرغبة سارية في العالم، سواء داخل الولايات الأمريكية أم خارجها، فمن هم في داخل أمريكا يحق لهم هذا، وكذلك من لديه مصالح وطنية، تنشط رغبته بفوز أحد المرشحين؛ لأن فوز المرغوب سوف يسهّل إنجاز تلك المصالح.

ومن هم خارج هاتين الدائرتين (مواطن أمريكي أو صاحب المصالح) لماذا يتمنى فوز أحدهم، وهو ليس له (ناقة أو جمل)؟

وأيضاً هذا السؤال به من العته الذي يجيز على عدم الرد عليه.

ولأننا نعيش في زمن القطب الوحيد والأوحد الذي تدور أفلاك الدول حول هذا الجرم الشمسي الذي يطلق عليه أمريكا، وأمريكا هي التي تصوغ سياسة العالم (سواء كان الرئيس ديمقراطياً أم جمهورياً)، فالرئيس ما هو إلا منفذ لسياسات سابقة لمجيئه، وإن كانت له قوة لن تخرج عن الإطار العام للسياسة الأمريكية الخارجية، والذي يمكن له إظهار الفرحة أو كتمها هو المواطن الأمريكي، لما للرئيس من أثر إيجابي أو سلبي على حياته.

وجميعنا (غير الأمريكيين) مأخوذون بالضجيج الإعلامي، كما أن العولمة أدخلت الجميع داخل الدائرة، تدور مع الدائرين حتى لو لم يكن لك أي غرض.

وهذا ليس حقيقياً، فما يحدث في أمريكا له أثر على الفرد العادي في أي زاوية من زوايا العالم، فالقرارات السياسية تبدأ من الأعلى، وتتماهى في الصغر إلى أن تصل إلى الفرد في أي بقعة من العالم.

ولكوني فرداً له رغبة في فوز أحد الطرفين، أجدني ميالاً مع الرئيس الروسي بوتين بفوز هاريس، ليس لشيء سوى محاولة معرفة كيف للمرأة أن تسوي العالم أجمع، فهل تكون أماً حنوناً أم تكون منفذة للسياسة الوحشية المجدولة في السياسة الخارجية لأمريكا.

وأتمنى حقاً خسارة ترمب، وبخسارته سوف تنقلب ديمقراطية أمريكا، كما حدث مع خسارته أمام بايدن، أنا أريد مشاهدة فيلم أكشن عالمي من بطولة ترمب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف