أمريكا لو تتغيّر!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خالد بن حمد المالك
أكتب هذه الكلمة قبل ساعات من انتهاء الانتخابات الأمريكية، والإعلان عن الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، مع التذكير بأن كل الاستطلاعات قبل إعلان نتائج التصويت لم تستقر على تحديد صاحب الحظ السعيد إن كان ترامب أو هاريس، حيث تتساوى الفرص، بحسب التقديرات، لكن الكلمة الفصل ستكون في نهاية المطاف لأصوات الناخبين.
* *
ولو سألت أي ناخب، أو متابع، من الأمريكيين وغير الأمريكيين عن أيهما تفضِّل بأن يكون رئيساً للولايات المتحدة لما وجدت إجماعاً أو شبه إجماع، فالجميع في حالة تردد، إذ إن أياً من المرشحين ليس مقنعاً، ولا يعوّل عليهما في حسم الصراعات، والفتن، والحروب، والخلافات، لصالح السلام والاستقرار في العالم، بعد أن تزايدت نذر الحروب لتشمل أغلب قارات العالم، دون ظهور أية علامات أو إشارات لمنع انتشارها.
* *
غير أننا أمام واقع، وخيار انتخابي لا بديل عنه، واستحقاق أفرزه النظام الدستوري للولايات المتحدة الأمريكية، وعلينا القبول والتسليم به، ومعالجة مشاكل العالم بالتعاون والتفاهم مع الرئيس الأمريكي الذي يكون قد تم الإعلان عن اختياره فجر اليوم، بما لا مجال ولا فرصة ولا أمل بغير ما تم بإرادة الأمريكيين، أصحاب الحق دون غيرهم في اختيار رئيسهم لأربع سنوات قادمة.
* *
وبينما العالم يواجه موجات من الحروب والنزاعات، فإن الرئيس الأمريكي القادم يتحمّل مسؤولية كبيرة في إطفاء شرر هذه الحروب، والتوجه نحو تفعيل القرارات الدولية ذات الشأن بمنع الحروب بين الدول، والتعاون لكبح أي خلافات تقود إلى نزاعات قد تمتد لتشمل دولاً أخرى لم تكن طرفاً أو معنية في حروب بين جارات لها.
* *
القصد من ذلك، أن مسؤولية أمريكا مع رئيسها الجديد، مسؤولية عظيمة، فإسرائيل ما كان لها أن تتمرَّد على القوانين الدولية، وتصر على احتلال أراض ليست لها، وتحارب في أكثر من جبهة، لولا الدعم الأمريكي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لتل أبيب، ما ساعد على إطلاق يد الجيش الإسرائيلي ليقتل عشرات الآلاف من الأبرياء في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، والتحرّش بإيران وسوريا.
* *
كما أن أمريكا لا غيرها لو لم تتدخل في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، ولو لم تقنع حلفاءها في أوروبا، لما استمرت الحرب على نحو ما تراه الآن من تدمير وقتل وتشريد، دون وجود بصيص أمل لإيقاف القتال، أو الذهاب إلى الحوار، وصولاً لما يمكن تحقيقه للحد من الخسائر البشرية وغير البشرية، في حرب لا طائل منها، ولا فائدة في استمرارها، وهناك غير حروب إسرائيل والحرب الأوكرانية الروسية الكثير مما يُؤخذ على أمريكا مواقفها غير المرحب بها.
* *
على أن الوعود الانتخابية لا تعني شيئاً إذا لم يطبّقها الرئيس الفائز، أما استخدامها لكسب أصوات الناخبين، وما إن يفوز بأصواتهم، ويباشر عمله، فإذا به يتحول إلى شخص آخر، غير ذلك المرشح الذي كان يتحدث بما يرضي ويقنع المصوِّتين للانجذاب إلى حملته، فلعلنا في هذه الانتخابات نلمس ما يكرِّس المصداقية ويعزِّزها نحو مستقبل انتخابي أمريكي ينسجم مع آمال وتطلعات الشعب الأمريكي، ويفضي إلى مواقف أمريكية عادلة ومنصفة في التعامل مع الشعوب، دون قهر وانحياز وظلم.