جريدة الجرائد

ماذا لو كتبت مذكراتي؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جابر الهاجري

نفتقر في عالمنا العربي إلى مذكرات القادة والسياسيين، عدا قلة قليلة منهم، فيها توثيق لأحداث جسام وعلاقات متوترة تارة ومستقرة تارة أخرى، وهناك ما بين السطور وما فوقها، ونقاط التقاء ونقاط اختلاف، يعود الكثير من الباحثين لتوثيق حقبة ما في عصرنا الحديث إلى مذكرات الكبار أو رجال الصف الثاني فيما يخص تاريخ تلك الدولة أو غيرها.

ابن خلدون، بدأ في مقدمته التي أصبحت لا مقدمة بعدها من حيث ما كتب بوجهة نظر شخصية فاحصة ودقيقة لحياة الشعوب والدول وعاداتها فأصبحت مقدمته مرجعاً مهماً على مدى التاريخ.

أيضاً، هناك من كتب مذكراته ومشاهداته على أحداث يومية، مرحلة الغزو العراقي للكويت عام 1990، كتبت مجموعة من الصامدين مذكراتهم ومشاهداتهم بشكل يومي، عن تلك الفترة السوداء في تاريخ الكويت، وما تعرض له الكويتيون من قتل وتعذيب وإرهاب على أيدي مخابرات صدام حسين .

المغرب تمتلئ مكتباته بكتب المذكرات لشخصيات عامة، وتاريخية فيما يخص تاريخ المغرب في حقب متفاوتة.

والجلسات مع أصحاب الفكر والثقافة والرزانة، تزيد المرء اطلاعاً ومعرفة وقد تتعدد بعض المسارات الفكرية لديه ويجد آفاقاً أرحب.

وكنت أسأل الأصدقاء عن المذكرات في الثقافة المغربية لكي أجعل منها أطروحة للماجستير فيما بعد، ففاجأني صديق دكتور أكاديمي في إحدى الجامعات العريقة في المغرب قائلاً (سي جابر لم لا تكتب مذكراتك الخاصة وتنشرها في كتاب)، صمت طويلاً وراحت الذاكرة إلى الوراء البعيد القريب، ومر عليّ شريط لسنوات مضت، رأيت فيها كل ما يخطر على بال الإنسان وما لا يخطر بباله، من وجوه وأقنعة، حتى عادت الذاكرة ذات يوم لإحداهن إذ قالت بضحكة صفراء (سيأتي يوم ونرميك في الجب !) وقد كان، أية مذكرات تلك، التي أفكر في نشرها بناء على نصيحة الصديق الأكاديمي المغربي، فيها ما فيها الكثير والكثير...، ولكن لايزال هناك فسحة من الوقت للتفكير، قد أخرج من (الجب) وأنسى ما مضى... هل أنشر المذكرات الخاصة؟ أم أترك الأقدار تلعب لعبتها...؟ دمتم بخير.

jaberalhajri8@

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف