جريدة الجرائد

«قمة الرياض» تمهِّد للحل السياسي في المنطقة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد الجميعة

الحروب في أي مكان من هذا العالم تنتهي بحل سياسي، وهذه غايتها أن تصل لهذا الحل لتحقيق مصالح معينة قصيرة أو بعيدة المدى، والمزيد من الضغوط والمساومة لتقديم تنازلات من طرف لآخر؛ فلا يمكن أن تستمر المعارك من دون أن يكون هناك أفق سياسي للتسوية، وجهود دولية مشتركة لتقديم الحل في صيغ متعددة من التهدئة والمصالحة والاتفاق.

الصراع العربي الإسرائيلي المرير في جميع فصوله المعاصرة على مدى 80 عاماً، انتهى في بعض محطاته إلى توقيع معاهدات سلام كما حصل في مصر والأردن، وتبقت دول مثل فلسطين وسورية ولبنان على جدول أعمال السلام طيلة تلك السنوات، والأسباب والدوافع معروفة لكل هذا التأخير من الطرف الإسرائيلي المتعنّت، والقوى الدولية الأخرى التي ترى في هذا الصراع أساساً لوجودها في المنطقة، ومسرحاً لعملياتها واستخباراتها.

القمة العربية والإسلامية غير العادية التي عُقدت في الرياض، قبل يومين، تقدّم مشروع حل شامل وعادل للمنطقة، ومرتكزه الرئيس يقوم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما أكد عليه سمو ولي العهد في كلمته خلال أعمال القمة من أن هذا الحل هو تعزيز للسلام والاستقرار في المنطقة.

القمة عُقدت في توقيت مهم من استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، وتداعياته الخطيرة على المنطقة والعالم، وكشف بيانها الختامي من 38 بنداً عن مشروع سلام حقيقي مع إسرائيل، وتقديم حل سياسي ساهمت فيه المملكة بجهود كبيرة من هذا العام، من خلال اللجنة الوزارية الخماسية المكلفة من القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية في التواصل مع دول الاتحاد الأوروبي، ونجحت هذه الجهود في إقناع إسبانيا وإيرلندا والنرويج، بالإعلان عن اعترافها بالدولة الفلسطينية، وإطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، واستضافت المملكة أول اجتماعاته في الرياض بمشاركة نحو 90 دولة ومنظمة دولية.

الحضور الرسمي للقمة من رؤساء الدول العربية والإسلامية وممثليهم؛ يأتي تقديراً لمواقف المملكة ومساعيها في هذا التوقيت الحرج الذي يمر به العالمان العربي والإسلامي، ودورها المحوري في إعادة الصف، وتوحيده، وتنسيق العمل المشترك؛ وصولاً إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كذلك الحفاظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وحل الصراع في السودان وتداعياته الإنسانية، ومواجهة التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وتهديد حركة الملاحة البحرية.

سمو ولي العهد وهو يتحدث في القمة يلخص الواقع العربي من الصراع الإسرائيلي، ويضع الحل السياسي أساساً لإنهاء هذه المعاناة، فلا سلام من دون دولة فلسطينية، ولا يمكن أن يتحقق الأمن والاستقرار للمنطقة ما دام هذا الصراع مشتعلاً على أكثر من جبهة في الدول العربية؛ ولهذا جاء خطابه متوازناً بين إعلان الحل، وأدوات تنفيذه، من خلال العمل العربي والإسلامي المشترك، والتعاون الدولي للضغط على إسرائيل، وخصوصاً مع قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ترمب، حيث ستجد في بيان القمة تمهيداً للانطلاق نحو السلام وإنهاء الحرب في المنطقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف