جريدة الجرائد

التَّسول المُنظَّم يتزايد 1 من 2

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

علي الخزيم

= تزايدت وتنوعت أنماط الأزياء وملابس المتسولين أمام المَحَالّ التجارية والمطاعم، بل وبالممرات بينها لا سيما المكتظة بالمتسوقين، ثم إن التّفنن بالتّخفي خلف تلك الملابس أخذ بعدًا كوميديًا يدعو للضحك أحيانًا، وإنك لتعجب من تلك الجُرأة المتناهية من بعض المتسولين المُنتحلين لصفات متعددة متباينة لا تتفق أو تلتقي إلَّا عند هدف واحد هو جمع المال كيفما اتفق، وبطرق تستغفل المواطن الذي جُبِل على حب الخير وورث الصفات الحميدة من أجداده الكرام.

= كنت بموضوع سابق حول فنون التسول قد تحدثت عَمَّا لمست من مشاهداتي بأن منهم (كمثال) من يسعى للحصول على زِيّ من الأزياء المُعتمَدة ببعض المحال التجارية الكبرى أو المطاعم المشهورة أو الصيدليات أو المراكز الصحية الأهلية؛ ولو بتقليدها؛ وهذا سَهْل فمشاغل الخياطة قد قَلَّدت حتى الملابس العسكرية والأمنية، وقد يكون ذلك بتنفيذ يد ماهرة بالتطريز والتزوير من بني جلدتهم وما أكثرهم، وقد قلَّدوا وزوَّروا الأعظم خطرًا من ملابس الشركات والمؤسسات.

= وبعد ذلك يقف الشحَّاذ وهو بالغالب مُتسلل مخالف لأنظمة الحدود أو مخالف لأنظمة الإقامة والعمل؛ أو مقيم نظامي لم يحترم أصول الضيافة الكريمة واحتواءه وإتاحة فرص العمل الشريف له هنا بالمملكة، فالجشع وحب المال الطاغي يدفعهم إلى ارتكاب تلك المخالفات، فالحساب عندهم يختلف عمَّا تفكر به؛ هو يرى أنه بمجرد وقوفه تلك الوقفة ومد يده واستعطافه للمارة والتسوقين يُدر عليه مالًا يفوق مرتبه الشهري أضعافًا، ثم إن مَنطِقَه يقول:(من الغباء ألَّا استغفل المُغيَّبِين الكرام طالَمَا أنهم يدفعون)!

= المشاهدات باتت كثيرة متنوعة مُبتكرة متجددة؛ فهل تغيب عن نظر الجهة المعنية بمكافحة التسول إن كانت لا زالت تعمل فعلًا بكامل نشاطها وقدراتها؟ خذ مثالًا: رجل وامرأة يصطحبان طفلًا على عربة الأطفال، يتحدثون بلغة عربية مكسرة كتلك التي يتحدث بها بعض الوافدين من غير العرب، وهندامهم ومظهرهم نظيف جيد؛ والصحة تبدو على ما يرام، وتشعر أن مَن أمامك لا يُمكِن أن يكون فقيرًا أبدًا، فكيف يمكن تخريج المشهد سِوى أنهم نصابون ليس إلَّا.

= العائلات المتسولة: هل هم فعلًا عائلة (زوج وزوجته وطفلهم الرضيع)، أم إنهم جمعوا هذا الفريق لأغراض التسول، وهل الرضيع يخصهم حقيقة أم ما ذا؟! إن كانت عائلة حقيقية: فهل قدومهم للمملكة للعمل أم للتسول، وإن كانوا خلاف ذلك فَمَا الذي يجمعهم، وما هو وضع الطفل بينهم أهو بالإيجار أو بالاستعارة؟ لو دَقَّقت جهات الاختصاص بما يحدث فلعل أمورًا عجيبة سوف تنكشف.

= أما أولئك الذين يرتدون ـ تمويهًا ـ ملابس وأزياء المؤسسات والشركات والمستشفيات والمطاعم ويتكاثرون طرديًا؛ فإني بحالات ومواقف متعددة متباعدة أحاول التحدث معهم لأعرف لهجتهم أو مِن أي بلد هُم ونحو ذلك؛ فأجدهم قد حفظوا جملًا ومفردات تمويهية مكررة مع أيمان مُغلظة بأن أولادهم لا يَجِدون ما يأكلون، وبعضهم يحلف بأن الثلاجة فارغة! أي ثلاجة وأي أولاد؟ فَمَا كانت ملابسه تلك إلَّا لمحاولة إيهامك بأنه مواطن يعمل لكن ظروفه صعبة، وتكشف فلتات لسانه أنه غير مواطن؛ بل إنه غير عربي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف