جريدة الجرائد

«وكالة الإمارات» لاستدامة المساعدات

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالعزيز سلطان المعمري

ارتبطت دبلوماسية المساعدات الإنسانية في دولة الإمارات بالمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورغم مرور أكثر من نصف قرن على تلك الانطلاقة، فإن ثقافة العمل الخيري أصبحت ثقافة مجتمعية يتحلى بها الشعب الإماراتي، كما أن القيادة الإماراتية ما زالت مستمرة على النهج نفسه للقائد المؤسس، بل إن أشكال المساعدات تعددت وتنوعت لدرجة أن القيادة الإماراتية من شدة حرصها واهتمامها تفكر في التحديات المستقبلية التي يمكن أن تواجه العالم وتضع لها السيناريوهات والخطط والحلول الاستباقية.

وبلا شك فإن إصدار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً اتحادياً بشأن إنشاء «وكالة الإمارات للمساعدات الدولية» يحمل في طياته العديد من الدلالات والمعاني المهمة التي تؤكد «فلسفة» دولة الإمارات في تقديم المساعدات الإنسانية، خاصة وأن «الوكالة» تتبع مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، الذي تم إنشاؤه في يناير من هذا العام «2024»، ومن تلك المعاني والدلالات:

أولاً: ترسيخ وامتداد للعمل الإنساني الإماراتي: إن تقديم المساعدات الإنسانية هو واحد من أهم مبادئ دبلوماسية دولة الإمارات، فقد ارتبط هذا المبدأ بتأسيس دولة الاتحاد في بداية السبعينيات من القرن الماضي على يد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومنذ ذلك اليوم وهي ملتزمة وتفتخر بأنها تساعد الإنسان أينما كان، ومن دون أي تمييز لأي صفة غير صفة الإنسانية، بل إن هذه المساعدات لم تكن تتوقف حتى مع الدول التي قد لا تتفق معها في بعض المواقف أو السياسات، وكانت أزمة كورونا من المواقف التي أكدت الهدف الأساسي والأسمى لدولة الإمارات من المساعدات الإنسانية عندما أنقذت العديد من البشر وساعدت الكثير من الحكومات في مختلف دول وقارات العالم.

ثانياً: تعزيز مسيرة العطاء، حيث إن تأسيس «وكالة الإمارات للمساعدات الدولية» يعكس التزام دولة الإمارات بقيمة العمل الإنساني وأهميته لدى قيادة دولة الإمارات، إذ إن المستقبل يحمل الكثير من الغموض والعديد من التحديات في مسائل الكوارث والأزمات والطوارئ، وبالتالي وجب الاستعداد وحشد الجهود الإماراتية للقيام بهذا العمل الإنساني باحترافية عالية وبما يتوافق وتغير التحديات وتنوعها من أجل تحقيق الهدف الإنساني وإنجاحه، كما هي عادة دولة الإمارات، وفي إطار عمل ومهام هذه الوكالة سيكون هناك جهة محددة في الدولة من شأنها تنظيم هذا الجهد الكبير.

ثالثاً: نهج الدولة الخارجي: نهج دولة الإمارات يعبر عنه المرسوم الذي جاء من أعلى سلطة في الدولة، وهذا يؤكد أن دولة الإمارات تهتم بحق بقضايا المساعدات الإنسانية؛ لسبب بسيط، هو أن العالم خلال هذه الفترة وخلال هذه المرحلة يمر بالعديد من الصراعات والأزمات والتحديات، بعضها طبيعية، لكن أغلبها من فعل الإنسان، وأن القضية الأساسية للمنظمات الدولية توفير المساعدات، ولعلنا نستمع دائماً إلى شكاوى انعدام الميزانيات فيها وقلة الدعم لها، إلا أن موقع المساعدات الإنسانية في دولة الإمارات له أولوية؛ لأن الإنسان هو رأس الأولويات وأولها في الفكر القيادي الإماراتي، وبالتالي فدولة الإمارات لديها القدرة على الإضافة على ما تقدمه الوكالات والمنظمات الدولية الأخرى المعنية بالمساعدات الإنسانية.

تلك بعض من أهم الدلالات والمعاني التي يمكن الخروج بها من المرسوم الاتحادي الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بشأن تأسيس «وكالة الإمارات للمساعدات الدولية»، أما من ناحية «الإرث الإنساني الخالد» فإن هناك مواقف عديدة وكثيرة لقيادة دولة الإمارات أسهمت في تعزيز مكانة الدولة ضمن الدول الرائدة في العمل الخيري، فهي اليوم تعتبر أكبر مانح للمساعدات الإنسانية وداعمة بقوة لاستمرار هذا العمل وترسيخه، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين لها في أي مكان من العالم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف