جريدة الجرائد

ألوان الأرصفة ودلالاتها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عقل العقل

من سمات المدن العصرية، ومنها مدن المملكة خاصة الكبرى منها؛ مثل جدة والعاصمة الرياض، هو كثرة اللوحات والمعلومات فيها التي لها دلالات محددة يحتاج من يقود عربته فيها أن يفك شفرتها ويعرف مدلولاتها حتى يحمي نفسه والآخرين من مكامن الخطر هذا من جانب، في المقابل قد يكون للون الرصيف الذي تركن فيه سيارتك وتفرح بوجود موقف متوفر على جانبي الطريق يعتبر مخالفة لأنظمة المرور ويكلف مبالغ مالية ليست بالقليلة، وكثير من أجهزة المرور في العالم تضمن معاني ألوان الأرصفة في الاختبارات النظرية للحصول على رخصة القيادة، وهي موجودة عندنا وقد نحفظها مع معاني الإشارات الأخرى لاجتياز هذا الاختبار ومن ثم ننساها ولا نعرف دلالاتها، وأعتقد أن الأجهزة المعنية يجب عليها القيام بحملات توعوية بأفكار جديدة لترسيخ دلالات ألوان الأرصفة، خاصة أن مدننا بدأت تعاني من أزمة مواقف خانقة، خاصة في بعض الطرق الرئيسية، مما جعل بعض الأمانات تشرع في تركيب عدادات لمواقف السيارات في بعض الأحياء، قد نتفق أو نختلف حول هذه العدادات ولكن الحسَّابة بدأت تحسب -كما يقال- وعلينا معرفة مدلول لون الرصيف الذي نركن سيارتنا فيه، فكل دول العالم الكبرى فيها هذه العدادات التي تسعر بمدة الوقوف فيها من ساعة وأكثر، وتكون في بعض المدن مجانية في أوقات الإجازات الوطنية ونهايات الأسبوع، ويعفى منها سكان الأحياء نفسها وحصولهم على إعفاء من رسوم هذه المواقف، وقد يشمل الإعفاء بعض الفئات من أصحاب الاحتياجات الخاصة.

قبل أيام كشفت الهيئة العامة للطرق عن مدلولات ألوان أرصفة الطرق وفقاً لكود الطرق السعودي؛ حيث كشفت الهيئة أنّ اللون الأصفر والأسود يدلّان على منع الوقوف، فيما يدلّ اللون الأسود والأبيض على السماح بالوقوف بجانب الطريق، أما اللون الأحمر فهو مخصّص لمركبات الطوارئ، فيما تدلّ الأرصفة ذات اللون الأزرق والأسود على أن هذه المواقف مواقف مدفوعة.

جميل مثل هذا التنظيم ومعرفة مرتادي الطرق حقوقهم والواجبات التي عليهم الالتزام بها، بعض شوارعنا وكيفية ركن السيارات فيها يدل على الفوضى بمعناها المطلق، فلا هي مثلاً على شكل أفقي أو عمودي الكل يبحث عن مساحة ويعصر عربته فيها، ومن يرتاد المقاهي أو المطاعم يلحظ النداءات المتكررة على أصحاب سيارات مغلقين طرق الخروج على سيارات أخرى.

البعض قابل هذا الخبر بنوع من التساؤلات المشروعة بتسهيل وتحسين الحركة المرورية في الأساس، خاصة أن بعض الشوارع تعاني من الحفر والمطبات بعد عمليات حفر للخدمات متكررة ومن ثم التفكير في ألوان الأرصفة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف