جريدة الجرائد

لغز البيتكوين!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حسين شبكشي

بعد الإعلان عن فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية ارتفعت قيمة العملة الرقمية المعروفة باسم البيتكوين، وهي أشهر وأهم العملات الرقمية بلا جدال، لتصل إلى مستويات عالية وجنونية وغير مسبوقة وصولاً إلى حد 93 ألف دولار أمريكي. وفسّر المحللون الماليون ما حصل بأن ذلك ناتج لانفتاح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على العملات الرقمية وتحديداً البيتكوين وتشجيعه لها المستمر مما سيتيح للمستثمرين فيها فرصاً كبرى للنمو والاستثمار. ويخطئ من يتعامل مع عملة البيتكوين تحديداً بأنها مجرد عملة رقمية، والأهم والأفضل أن يتم التعامل معها على أنها من ضمن المقتنيات المميزة مثل لوحات الفنون التشكيلية المرتفعة القيمة أو السيارات النادرة أو الساعات المحدودة الإصدار والإنتاج.

لأنها بالفعل هي كذلك، فهي عملة محدودة الإنتاج، فلقد تم إنتاج كل ما أصدر ولن يتم إنتاج أي جديد منها، تخطت مرحلة «الموضة» أو «الصرعة المؤقتة» لأنه قد مضى على إنتاجها أكثر من عشر سنوات وهي المدة الفيصلية، وبالتالي هي بالإضافة لكونها عملة رقمية فالأهم هو اعتبارها من ضمن المقتنيات الفريدة والنادرة.

يعاد الفضل لوجود عملة البيتكوين لشخصية باسم ساتوشي ناكاموتو وذلك في عام 2013، وبعد التحري عنه من قبل متخصصين ومهتمين لم يتبين لهذه الشخصية أي أثر يذكر أبداً، وعلى الأرجح أن هذه الشخصية وهمية ولا وجود لها في الحقيقة.

ومن المعروف طبعاً أن بيتكوين ليست العملة الرقمية الوحيدة من نوعها ولكن هناك العشرات من مثيلاتها، ويبقى الفارق الجوهري الأساسي والمهم أن البيتكوين هي الوحيدة بمحدودية إنتاج لإصداراتها وبدون معرفة لمؤسسها الحقيقي. وهذا الغموض المريب هو أيضاً من دوافع الاهتمام بها لوجود اعتقاد بأن وراء البيتكوين قوى كبرى «لن تسمح بسقوط هذه العملة الرقمية»، ولذلك تشير بعض الدراسات المتفائلة أنه قد تصل قيمة البيتكوين إلى 500 ألف دولار أمريكي.

سيكون الإقبال على البيتكوين أشبه بنهم موتور بالنسبة لأعداد هائلة من المستثمرين أشبه بقطيع هائج يدفعها لمستويات أعلى ومجنونة، وسيفتح ذلك شهية المستثمرين بشكل هستيري، وقد تكون عواقبه وخيمة قد تجعل أزمة 2008 المالية الكبيرة أشبه بنزهة في الحديقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف