هذا مال ملوث!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خالد بن حمد المالك
عجز رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو عن تحرير الرهائن لدى حماس على مدى أكثر من عام بقوته العسكرية الغاشمة، ولجأ للأغراض المادية لمن يدله عليهم، في تصرف بائس، بعد عجزه عن تحريرهم بالقوة الضاربة التي يملكها جيشه.
* *
قال: إن من يحرر رهينة واحدة، فله مكافأة مادية بمبلغ خمسة ملايين دولار، وتسهيل خروجه آمناً من قطاع غزة، وهو يعرف أن أحداً من الفلسطينيين لن يقدم على خيانة كهذه، ولن يكافئ نتنياهو على جرائمه وأعماله الإرهابية بالتجاوب مع طرح خسيس وخبيث كهذا الذي قاله في نشوة قتله للأبرياء.
* *
مع أن تحرير الرهائن متاح لإسرائيل، وفق تفاهمات وتنازلات من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وعبر وسيط مؤثر على إسرائيل غير الوسيط الأمريكي غير المقبول لانحيازه لتل أبيب، ودعمه قتل الفلسطينيين، ومناصرته لاستمرار احتلال العدو لأراضيهم، وهناك تفاهمات كان يمكن أن تصل إلى ما يحرر الرهائن لولا أن العدو رفض كل الخيارات، ولم يجد من أمريكا ذلك الضغط المناسب للقبول بما هو متاح.
* *
وفي ظل ذلك، فلا الإغراء المادي الملوث، ولا الحرب القذرة سوف تعيدان الرهائن إلى أهاليهم، رغم الثمن الكبير الذي يدفعه الفلسطينيون بقتل الآلاف منهم، وإصابة وتشريد كل من كان في متناول الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن الهدم والإزالة لـ80% من أراضي قطاع غزة بحسب التقديرات الرسمية.
* *
للأسف أن حرباً كهذه مضى عليها أكثر من عام دون أن تتدخل الدول النافذة لإيقافها، أو على الأقل إيقاف الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل، كي تضطر تحت الضغط إلى القبول بالخيارات المتاحة، دون تعنت أو رفض، أو إصرار على القتال، متى توقفت المساندة والتعضيد لها من دول يفترض أن تكون على مسافة واحدة من الجميع.
* *
لقد فتحت إسرائيل عدة جبهات في قتالها لدول المنطقة، مدعية بأنها تدافع عن نفسها، فكيف يكون الدفاع عن النفس، والحرب تدور في أراض محتلة، أراض فلسطينية ولبنانية وسورية، وكيف يكون الدفاع عن النفس وقرابة الـ200 ألف بين قتيل وجريح ومفقود، حصيلة حرب الإبادة التي مارسها ولا يزال جيش إسرائيل ضد أبرياء ليسوا طرفاً في هذه الحروب الإسرائيلية.
* *
واقع الحال يتحدث عن جريمة كبرى، جريمة العصر، ترتكبها إسرائيل، وليس لديها من حجة، أو سبب، أو مبرر، بينما الحل بين يديها بالأخذ بخيار الدولتين، وفق ما هو مطروح، وبما يلبي قرارات الشرعية الدولية، والقرار العربي، وجميع القرارات ذات الصلة، ولكنها ترفض كل ذلك، وتزيد عليه بأنها سوف تضم الضفة الغربية لتكون جزءاً من دولة إسرائيل.
* *
نقول لإسرائيل ولرئيس وزرائها، الخمسة ملايين، والخروج الآمن من قطاع غزة، عرض سخيف، وتفكير ساذج، وعمل دنيء، لن يقدم الشرفاء على قبوله، ولن يقبل به الشعب الفلسطيني، فهو استخفاف بعقولهم، وفق التفكير الضيق لدى رئيس وزراء العدو، الذي يواجه من أسر الرهائن ما يجعله في حالة ارتباك، فيكون تفكيره بهذه السطحية، مع غياب الحل لتحريرهم.
* *
وبينما العالم يمر الآن بمرحلة معقدة وصعبة ودقيقة، فينبغي أن يكون التفكير لحل مشاكله وتحدياته وصراعاته بما فيها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً للالتزام بالقوانين الدولية، وبما يحقق المصالح والحقوق للجميع، لا كما تريد أمريكا ودول أوروبا وإسرائيل، ومتى انتفت المصالح من دول لصالح أخرى، فلن يكون هناك من أمن واستقرار في العالم، ما يعني أنه آن الأوان للتفكير بشكل أفضل.