أنت تمثال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في بعض الأحوال، ولظروف أكبر منك أو أصغر، تضطر برضا منك أو غصباً عنك، أن يخرج منك تمثال لا يشبه داخلك الحقيقي مئة بالمئة.
قد تفرض عليك الظروف المحيطة بتنشئتك وتربيتك وتعليمك، وحتى ظروف الحياة التي تعيشها، أن تكون تمثالاً بمواصفات معينة، قليل منها هو أنت الحقيقي.
أفكار وقناعات واهتمامات بداخلك تتمسك بها مضطراً، بعضها لا يطابقك بشكل كامل، بل هي وسيلة تُقربك للآخرين، وتصهرك بهم، ولو بأقل القليل.. بعيداً عن وجع الرأس واللوم والرفض.
صراع داخلي يؤرقك، ويقلق منامك، وأنت تتلون أمام من تخاف أن تُخالفهم الرأي، أو تجاهرهم بفكرك وأفكارك المرفوضة أو غير المقبولة عندهم.
تمثالك الذي لا يطابق حقيقتك ثقيل عليك، صوته أجش يزعجك، تتمنى أن تخرسه مرات ومرات.. ليخرج صوتك الذي يقولك.
الإنسان مضطر لأن يمضي بحياته، يتحدّى الصعاب حسب طاقته وإصراره، قد تصطدم بأناس قريبين إلى حياتك، لا يمكن أن تتبرأ منهم بأي حال من الأحوال، وقد تصدمك أفكارك وتجارب الحياة، التي مررت وتمر بها، إلى أن تصل إلى الأصعب والأصعب، عندما تُصدم بأفكارك وتجاوبك بالحياة بكل ظروفها، بل قد تُصدم بأفكارك وتجاربك، والأسوأ من ذلك عندما تُصدم بقناعاتك.
هذا كله قد يضطرك لإسقاط قناعات أو أشخاص مهمين في حياتك.
رحلة الحياة مهما قصرت، لا تكون محملة بالأشخاص ذاتهم، والأفكار والقناعات ذاتها، وحتى الاهتمامات.
المهم ألا تسمح لأي شيء بأن يمنعك عن مواصلة رحلة حياتك بعِبَرها ودروسها، وأن تستفيد منها بشكل يوصلك إلى تمثالك الحقيقي الذي يطابقك، من دون أن تخسر من تحب وما يتوافق مع قناعاتك واهتماماتك.. قدر المستطاع.
إقبال الأحمد