أمريكا الميؤوس منها فلسطينيًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خالد بن حمد المالك
حالت ومنعت الولايات المتحدة الأمريكية مثل كل مرة تمرير قرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة باستخدام مندوبها حق النقض (الفيتو) بحجة أنه لم يستكمل الشروط والمتطلبات، ولم تكتف بذلك بل لامت الدول العشر التي تقدمت بالمشروع على تبنيها لهذا القرار.
* *
وهذه ليست المرة الأولى ولا العاشرة ولا المائة التي يكون هذا هو الموقف الأمريكي المعادي لحقوق الشعب الفلسطيني، والداعم للاحتلال الإسرائيلي، المشجع لحروب الإبادة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، دون وازع من ضمير، ومن غير ضغوط أمريكية أو دولية تمنعه من أعماله الإرهابية.
* *
لقد أصبح الفيتو في مجلس الأمن يُستخدم في غير ما وجد له، وأُقر من أجله، ويُوظف وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية في دعم حالات عدوانية، ومساندة لجرائم تقوم بها إسرائيل مستندة على هذا الدعم الأمريكي الذي لا تقره الأعراف والقوانين الدولية.
* *
إن حجة أمريكا في استخدامها للفيتو حتى لا يتوقف القتال في قطاع غزة، وحتى تستمر إسرائيل في القتل والهدم ومنع الدواء والغذاء عن السكان، إن القرار لم يستوف الشروط، فأي شروط هذه إلا إذا كان المقصود أن 160 ألف مواطن فلسطيني بين قتيل وجريح غير كافية لقبول وقف إطلاق النار المستعرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة.
* *
كان على الولايات المتحدة أن تشجع على وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى بين الجانبين، وتنفيذ خيار الدولتين، وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وإيقاف اعتداءاتها على الضفة الغربية، وصولاً لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة، غير أنها لم تفعل ما يحقق ذلك.
* *
لكن كيف لها أن تفعل هذا، وهي من تزود إسرائيل بالسلاح الذي تقتل به الفلسطينيين، وتجعل جيش العدو متفوقاً في حروبه، وتالياً رفضه لكل الحلول التي من شأنها أن توفر الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وبين دولها.
* *
الآن تعلن إسرائيل على الملأ أنها سوف تضم الضفة الغربية إلى الدولة الإسرائيلية، وأنها لن تنسحب من قطاع غزة، وأمريكا تسمع ولا تمانع، ولا تعترض، فصوت واشنطن غائب، وإن حدث فهو لذر الرماد في العيون، فأين الديمقراطية، وأين حقوق الإنسان، وأين من تدعي أنها حامية السلام في العالم، أين هي أمريكا من كل هذا؟!
* *
وامتداداً للموقف الأمريكي المعادي لحقوق الشعب الفلسطيني باستخدام (الفيتو) ها هي حكومة الرئيس بايدين، وحكومة الرئيس ترامب القادمة تتنافسان في إظهار الرفض لقرار محكمة الجنايات الدولية بإلقاء القبض على مجرمي حرب الإبادة رئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعها المقال، وتتوعدان بإجراءات صارمة ضد محكمة الجنايات لأنها أخذت بهذا القرار الذي ليس لدى أمريكا ما يبرر للدفاع عن نتنياهو وغالانت.
* *
وبمثل هذا الموقف الأمريكي المتماهي مع إسرائيل والمعادي للشعب الفلسطيني، فإن إسرائيل لم تعر أي اهتمام لقرار محكمة الجنايات الدولية، حيث تواصل قتل الأبرياء، ومنع الغذاء والدواء عن الأحياء منهم، وتكرّس عدوانها على المستشفيات لمنع علاج عشرات الآلاف من المصابين منهم، وكيف لا تفعل ذلك، وهي المدللة من أمريكا، والمحمية ضد أي إدانات تجرِّم أفعالها غير الإنسانية.