جريدة الجرائد

‪طموحات ذهبت مع الريح‬

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

> ‪ وصلت إلى فندق رويال بالاس في منطقة ويستوود فيلاج بعد الساعة الواحدة ليلاً بقليل. لم أكن أرغب في التحدث إلى أحد، لكن الشاب الذي وقف وراء مكتب الاستقبال قرأ اسمي وحدّثني بالعربية. سألني عن مهنتي فقلت «ناقد أفلام».

> انطلق يتحدّث عن حُبّه للتمثيل، لكنه لاحظ أني أكتفي بهز رأسي معظم الوقت. قال: «انتظر لحظة. أنا أحب التمثيل ولذلك جئت من المغرب إلى هنا. سأمثّل لك شيئاً من شكسبير».

> خرج من وراء مكتبه وألقى جزءاً دام دقيقتين من «هاملت». أدّاه بعنايةِ من خَبِر تمثيل الدور مسرحياً. أبديت إعجاباً صادقاً بأدائه. ومن ثَمّ استأذنت وحملت حقيبتي إلى غرفتي.

> حدث ذلك قبل نحو 10 سنوات. حال عودتي إلى الفندق بعد زيارة لـ«مهرجان تورنتو» في منتصف الشهر التاسع. مررت على الفندق وسألت عنه. تذكّره عجوز يعمل هناك منذ ذلك الحين لكنه لا يعرف عنه شيئاً. أخبرني صديق أن المغربي عاشق التمثيل اكتفى بالزواج من أميركية وهو يعمل في متجرٍ.

> ماذا تفعل إذا كنت طموحاً ولم يُسعفك الحظ في تحقيق طموحك؟ هناك الآلاف منّا نحن العرب السّاعين لتحقيق أحلام كانت تبدو سهلة المنال. حقّق بعضنا بعضاً منها. الباقي ذهب مع الريح.

> هناك مخرجون عرب من أجيالٍ مختلفة جالسون في منازلهم بعدما قدّموا أوراق اعتمادهم في حفنة من الأفلام. فجأة وجدوا أنفسهم كما لو كانوا من خارج هذا العالم. طمحوا وسعوا ولم ينجحوا لأن من يستطيع تحقيق الأحلام يداوم النظر بعيداً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف