الملك سلمان وقطار الرياض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد المغلوث
على مقربة من بيتنا القديم في المبرز لا يبعد خط القطار «السكة الحديد» إلا مسافة قصيرة، وعندما يعبر محملاً بالحاويات قادماً من الدمام متجها لعاصمتنا الحبيبة الرياض نسمع صوته الذي تهتز من تحته السكة، هذا الصوت تعودنا عليه بل بات جزءاً مما نسمع. وبتنا منذ الصغر ونحن على علاقة حميمة مع القطار بل كانت علاقة الآباء الذين شهدوا ولادة مشروع القطار «السكك الحديدية بالمملكة» في منتصف الأربعينات الميلادية عندما برزت الحاجة لإنشاء ميناء تجاري في الشرقية على ساحل الخليج لنقل البضائع المستوردة واستقبال السفن الضخمة التي تصل للمملكة لنقل النفط السعودي.
وفي العام 1951م أقيم احتفال رسمي بافتتاح الخط في الرياض بحضور الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وولي عهده الملك سعود -رحمه الله- وعدداً كبيراً من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وكبار موظفي شركة أرامكو والمسؤولين وعدد من سفراء الدول.
هذا ومنذ تسلم خادم الحرمين الملك سلمان عندما كان أميراً للرياض وفكرة مشروع قطار للعاصمة « الرياض» تلوب في فكره بل أن الوثيقة التي نشرها «التواصل الحكومي» مؤخراً تجسد قصة ملهمة بدأت في عام 2009م بطلها ملك ثاقب يملك العزيمة والطموح للمستقبل بطلها سلمان بن عبد العزيز.
وهكذا تحققت الفكرة والطموح، وها هو ملكنا الحبيب أبا فهد يدشن قطار الرياض وسط فرحة كبيرة من أبناء الرياض والمقيمين فيها، بل وأبناء المملكة وكل من زار الرياض منذ كان طفلا أو فتى وشاهد الرياض في الماضي ويشاهدها اليوم يشعر كيف تنامت وتطورت، وبالتالي لا يستطيع أن يمنع نفسه من التفكير في أن الرياض مستها عصا سحرية اسمها التنمية المتواصلة وطموحة في وطن لا يتثاءب، ولاعجب بعد ذلك أن يفرح أهالي الرياض بهذا القطار المتطور وانطلاقته التي باركها ملكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين، هذه الانطلاقة التي أسعدت الوطن وحتى أبناء الخليج فهذا القطار سوف يستفيد منه كل من يزور العاصمة من مناطق ومحافظات المملكة الواسعة والمترامية الأطراف.
ولاشك أن سعادة الوطن بهذا المشروع العملاق يحمل أعمق المعاني النابعة من الضمائر الوطنية الحية التي تشعر بالسعادة مع كل مشروع ومنجز في مملكة الإنجازات، ولاشك أن فرحة الوطن ومواطنيه بقطار الرياض يعبرون عن امتنانهم لقيادتهم المحبة والمخلصة.
وكل إنجاز في بلادنا الحبيبة يبدأ بفكرة ويمهد لها بتخطيط مدروس وبمتابعة جادة ومخلصة من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض. وبالتالي، حققت هذه الهيئة الكثير من أجل قطار أميز وأفضل ولا يمكن أن ننسى أو نتناسى الدور الكبير الذي يقف خلف مشروع العاصمة الكبير ولي عهدنا وعراب الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والذي كان يتابع باهتمام كل صغيرة وكبيرة منذ البدء في وضع الدراسات للمشروع وحتى ترسيته على ثلاثة من الإتلافات العالمية ذات الخبرة والتي ضمت مجموعة من الشركات.
والحمد لله، ها هو مشروع «قطار الرياض» بات يشار له بالبنان كمشروع عملاق يجسد مشروعا خلاقاً ومتميزاً ومواكباً لتطورات والتنمية في العاصمة التي باتت عاصمة مشرقة بالإنجازات. والوطن عندما يفرح بقطار «الرياض» يجسد في ذات الوقت بفرحة كل مواطن ومقيم، وهم يشاهدون فكرة الملك سلمان وولي عهده على أرض الواقع.. اللهم لك الحمد والشكر.