جريدة الجرائد

شكرًا هيئة الفنون البصرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد المغلوث

تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي.. صحيح أننا تأخرنا كثيرًا في عملية توثيق أعمالنا التشكيلية المختلفة والتي تسربت وبيعت بأقل الأسعار من قبل مبدعيها. أو من حصل عليها. بطريقة ما في زمن انشغال الفنان المبدع بعمله الأساسي نظرًا لعدم استطاعته التفرغ لإبداعه، فلذلك كثيرون من فنانينا وفناناتنا الرواد بذلوا جهدًا كثيرًا لمواصلة العملية الإبداعية، وبالتالي جمعوا ما بين متاعب العمل وهدر الساعات في الركض لتوفير المال من أجل أسرته، وكذلك متطلبات أعماله الفنية والتي كانت بحاجة دائمة لشراء العديد من المستلزمات. والأدوات التي يحتاجها في عمله الفني عشقه الدائم.

ومع هذا استطاع العديد من الفنانين والفنانات مواصلة العمل والإبداع رغم التحديات التي واجهوها في مجالهم الإبداعي.

وتذكراً، وأقولها بتواضع إنني كنت كتبت مطالبا بتفرغ الفنان والذي أثبت تميزه وجدارته حتى يستطيع أن يثري وطنه بكل الأعمال الجديرة أن يشار لها بالبنان، ويرفع من خلالها اسم وطنه عاليا في المعارض المحلية والعربية والدولية.

هذا ما كان في الماضي، أما اليوم فها هي هيئة فنوننا البصرية وبتوجيهات من وزارة الثقافة الوثابة بدأت ولله الحمد في تنفيذ برنامج كان حلما يلوب في فكر كل فنان وفنانة منذ بداياته أن تجد أعماله، مهما اختلفت نوعياتها وأساليبها، من يوثقها ويهتم بها، بل ويكون مصيرها بعد ذلك «المتاحف الوطنية» سواء أكانت مركزية في عاصمتنا الحبيبة أم في متاحف فرعية في المناطق والمحافظات. وحتى تشجع المتاحف الخاصة.. كل هذا وذاك يسهم في الحفاظ على ثروة وطنية هامة، ولا يخفي أن المتاحف في مختلف دول العالم تجسد إبداع كل وطن انتصارًا لروح الإنسانية، ومازلت أذكر كيف قام الرئيس روزفلت: بإهداء مجموعة كبيرة من لوحاته التي تم اقتناؤها أو التي أهديت إليه، واحتوت هذه المجموعة علي لوحات زيتية أو مجسمات وغيرها لتصبح ملكًا لأمريكا. وحسب ما كتب أيامها سارع المئات من أثرياء أمريكا ورجال أعمالها وشركاتها الكبرى الاقتداء برئيسهم، وبالتالي سارعوا في التشرف بالمساهمة في دعم متحفهم القومي. وهذا ما يحدث في مختلف دول العالم وبتوجيهات عليا من قيادات أوطانهم وكم هو جميل ورائع أن يشارك أثرياء الوطن في دعم متاحفنا خاصة وبفضل الله يوجد لدينا الآلاف من الأثرياء الذين اقتنوا العديد من لوحات فنانينا وفناناتنا قبل50 سنة فكم هو جميل ورائع أن يثروا هذا المتاحف. بما يملكونه خاصة أنه في العادة يكتب اسم المُهدي تحت كل عمل.

وماذا بعد

سعدت مساء السبت الماضي بزيارة كريمة من فريق العمل والتوثيق لمعرضي الدائم «الجوهرة» بالمتحف واطلعوا على أعمالي بالصور، والمشاهدة مباشرة، حدثوا وقاموا بجولة في مختلف أقسام المعرض. شكرًا وزارة الثقافة.. شكرًا هيئة الفنون البصرية..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف