مرحباً ألف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أهلي في المنطقة الجنوبية حينما يقدم عليهم زائر يرحبون به بقولهم: «مرحباً ألف»، حينما كان الألف يُعدّ مبلغاً كبيراً، وأهلي في الباحة يرحّبون بزوارهم بقولهم: «مرحباً هيل عد السيل»، وأهلي في الطائف يقولون: «مرحباً تراحيب المطر» عند استقبال زائريهم، وأهلي في شمال السعودية لهم تحيتهم، وفي كل منطقة سعودية تحية خاصة، لذلك حينما أعلن «فيفا» استضافة السعودية كأس العالم 2034 انطلق في المملكة شعار «أهلاً بالعالم»، وذلك يعني أهلاً بالعالم بجميع اللهجات السعودية وجميع لغات العالم.
استضافة السعودية كأس العالم ستعرّف بالمملكة بشكل مختلف، فإذا كانت السعودية معروفة لدى الساسة والمهتمين بالطاقة والمثقفين، فإن استضافتها كأس العالم ستعرّف بها بصورة مختلفة، فسيعرفها أولاً جمهور كرة القدم، ثم ستعرفها شرائح المجتمع الأخرى، لأن هذه التظاهرة ستنقلها جميع قنوات التلفزيون الرئيسة، ووسائل الإعلام الأخرى الرسمية وغير الرسمية، وهذا بحد ذاته من أهم مكاسب السعودية لاستضافة كأس العالم لكرة القدم، وهو مكسب لا يُقدّر بمال، فالدول تُنفق ملايين الريالات في التعاقد مع دور العلاقات العامة للتعريف بها وتحسين صورتها لدى الشعوب، وهذا في رأيي أهم مكسب، رغم أن البعض يعتقد أنه مكسب أتى عرضاً من مكاسب اقتصادية كثيرة، منها بنية رياضية تحتية من ملاعب وغيرها ستستخدم في كأس العالم، وسيستفيد منها الوطن بعد ذلك.
شبكة نقل عام ستُطوّر بكفاءة لتخدم كأس العالم، وتستفيد منها المدن السعودية بعد ذلك، وتحسين الطرق لتكون وجهاً مشرقاً يقابل الزوار من جميع أنحاء العالم، وإكمال النواقص في المدن التي ستستضيف مباريات كرة القدم، سواء كان ذلك يتعلّق بالبنية التحتية أو المرافق.
وهناك مكاسب سيستفيد منها الناس في السعودية، منها خلق فرص وظيفية كثيرة مؤقتة، وفرص وظيفية أقل من دائمة، واستفادة القطاع الخاص من استضافة كأس العالم عبر تحريك الاقتصاد؛ بدءاً من شركات الطيران، مروراً بسيارات الأجرة، وشرائح الهواتف، وانتهاء بالسكن، وغيرها الكثير.
والمكاسب الاقتصادية أكثر من أن تُحصر في مقال مثل هذا، ولكن لدينا مكاسب اجتماعية أخرى؛ منها: ملء أوقات فراغ الشباب، وتعريف الزائرين بثقافة العرب؛ لذلك أمر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإنشاء هيئة عليا برئاسته تشرف على التهيئة لكأس العالم التي ستقام في المملكة بعد عشر سنوات، وهذا يدلل على رغبة السعودية بإنجاح هذه التظاهرة العالمية، فـ«مرحباً ألف» بجميع زائرينا. ودمتم.