جريدة الجرائد

التعليم والتعيين.. وتتواصل النداءات!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبده الأسمري

تناولت في أكثر من مقال سابق «معاناة» خريجي وخريجات التخصصات غير التربوية والذين يواجهون «المستقبل» الغامض في ظل «صمت» وزارة التعليم عن تحديد «هوية» مصيرهم بشأن التعيين، وسط مطالبات «عادلة» منهم بأحقية التعيين وأسبقية التوظيف بعد حصولهم على البكالوريوس واجتيازهم متطلبات الالتحاق بالعمل التعليمي وامتلاكهم الأدوات الكفيلة أن يخدموا وطنهم مع وجود «الحق» الكامل في إلغاء «أولوية التربوي» بعد أن أغلقت الجامعات الدبلومات التربوية منذ سنوات.

تمحورت «التعليقات» المتتالية على المقالات حول «الآمال» المنشودة في تصريح معالي وزير التعليم في مجلس الشورى ووعده بإعادة النظر في متطلبات «التعيين» إضافة إلى شكاوي مشفوعة بالضرر الذي واجهه هؤلاء الخريجين والخريجات جراء شرط «أولوية التربوي» الذي يدخل في إطار المستحيل في ظل إيقاف الدبلوم مع وجود نقاط «مؤهلة» في الدخول بالمفاضلة وفق معايير أخرى.

كثيرة تلك الشكاوي التي تجللت بمتاعب ومصاعب وعوائق انعكست بالسلب على الخريجين والخريجات، بل أن الكثير منها تعكس حجم «الألم» الذي يعانونه بعد مرور السنين من أعمارهم ومن أوقاتهم، والتي كانت ستستثمر في نفع المجتمع والوطن، خصوصاً وأن البعض منهم من الجنسين في أمس الحاجة للوظيفة لرعاية الوالدين أو إعالة الأسرة أو إعانة العائلة مع وجود الاحتياج لمواجهة مصاريف العيش ومستلزمات الحياة.

بعض هؤلاء الخريجين والخريجات أمام الاهتمام بقطاع التعليم والتوسع في النهضة التعليمية وإيجاد مناهج جديدة وفتح مئات المدارس مع وجود حاجة ماسة لشغل بعض التخصصات المشغولة بغير المتخصصين إضافة إلى تقاعد الآلاف من المعلمين والمعلمات سنوياً، ووجود تقييم مستمر للأداء والميزانية الضخمة التي تصرفها الدولة بالمليارات سنوياً للوزارة، هناك ضرورة للاستفادة من هذه الطاقات البشرية بعد أن تعلمت ودرست وصرف عليها المال وبذل الجهد في سبيل حصولها على الدرجات العلمية التي تعينهم على بناء مستقبلهم.

تلك المقالات فتحت الباب على معاناة الكثير، إضافة إلى وجود حالات متنوعة من المطالب تمثلت في تأخر تعيين خريجي وخريجات التخصصات الأدبية خصوصاً التاريخ والجغرافيا واللغة العربية والشريعة حتى أن هنالك من واصل دراسته ومنهم من حصل على درجة الماجستير وحتى الدكتوراه من أجل استثمار الوقت ومواجهة البطالة، وإمكانية الحصول على نسبة أكبر في نتائج المفاضلات التعليمية مع انتظام الكثير في دورات مختلفة وآخرين فكروا ملياً في الالتحاق بتخصص جديد والعودة إلى المربع الأول في الدراسة، وهناك من توظفوا في وظائف لا تناسب مؤهلاتهم بل ان رواتبهم تعادل راتب خريج وخريجة الشهادة الثانوية أو المرحلة المتوسطة.

العديد من خريجي تخصصات أدبية تخرجوا منذ 15 وحتى 17 عاماً والبعض منهم يعاني من الظروف الحياتية المختلفة، ونتمنى على وزارة التعليم أن تشكل فرق عمل لرصد شكاوى خريجي وخريجات «التخصصات غير التربوية» لأنهم في الانتظار ويرتقبون التصريح العاجل الذي ينهي معاناتهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف