من يستعرّ من جنسيته؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من يستعر من جنسيته أو يتخلى عنها او يتناساها إنسان لا يستحق أن يكون مواطنا.
اثار موضوع سحب الجنسية من زوجات الكويتيين من جنسيات أخرى ردود فعل متفاوتة، من حيث القبول التام أو القبول العادي، والرفض التام أو الرفض العادي، الأمر الذي وضع هذه القضية في مقدمة كثير من النقاشات والأحاديث التي تدور في الدواوين والتجمعات وعلى صدر الصفحات وخلفها.
عندما تُقدم أي كويتية على الزواج من غير الكويتي، فهي بالتأكيد مقتنعة تماما أن زواجها من هذا الانسان غير الكويتي.. هو سعادتها. وقد تكون الكويتية التي أقدمت على هذه الخطوة، واجهت رفضا أو تحفظا من أسرتها ازاء هذا الزواج، إلا أن اصرارها على أن حياتها مع هذا الانسان (غير الكويتي) وهذا الزوج هو سعادتها، ولا يجب أن يتدخل فيه أحد، وهذا بالطبع حق لها، فهي مقتنعة به مائة في المئة وقابلة ان تكون زوجة غير كويتي.
اما غير الكويتية التي تزوجت من كويتي فهي أيضا تحمل جنسية بلدها، ولا أعتقد أنها تستعر او تستحي منها او من ان تُعَرِف نفسها انها زوجة كويتي، فجنسيتها العربية او الاجنبية او الاسيوية يفترض ان تكون محل فخر لها، ومن ثم فإذا سحبت منها الجنسية الكويتية مع وجود «كامل حقوقها على أرض الكويت هي وأبنائها» لا اعتقد ان له علاقة بتشتت الاسرة او تصدعها.
الوطن غالٍ، وهو الملاذ الأخير لأي إنسان يعيش في أي مكان على هذه الأرض الواسعة.
المتعارف عليه دائما انه إذا ما سُئل عن زوجة فلان أو فلان غير الكويتية، فالغالب يكون الرد أنها غير كويتية، اردنية أو فلسطينية أو لبنانية أو مصرية أو فلبينية أو سيلانية أو مغربية أو بريطانية أو امريكية، وحاصلة على الجنسية الكويتية.
جنسياتنا مصدر فخرنا ولا يجب التملص منها لأي سبب كان.
الحقوق والواجبات التي تضمن الجوانب الإنسانية أمر ضروري جدا لكل من يعيش على هذه الأرض كويتيا كان أم غير كويتي، ومن ثم فإنه إذا كان هناك أي خطأ أو تجاوز، فيمكن تصحيحه بأسلوب وطريقة، لا تعيدنا للمربع الاول، عندما كانت الدنيا كما يقال بالعامية «سبهللة»، وبشكل يحفظ الهوية الكويتية ويحول دون التفكير بأي محاولة للتزوير او التزييف.
الكويت لا تظلم أحدا، والمسؤولون فيها قادرون على حل المشاكل والمحافظة على النسيج العام بما يتوافق مع دستورها وقوانينها، وبعض العمليات الجراحية قد تكون مؤلمة وعلاجها صعب، إلا أنها في النهاية طريقا للشفاء.
دائما ما اكرر هذا المثال في شرح موضوع ما يحصل حاليا في قضية سحب الجناسي، أنه عندما تكون في بيتك غرفة مهملة سنوات طويلة، تُلقي فيها قطع الكراكيب الجيدة والمتهالكة، ويتراكم الغبار عليها، ويُطلب منك يوما ان تقوم بتنظيفها.
بالطبع ستقوم اولا بإخراج كل ما بداخلها.. ثم تقوم بتنظيفها، وبعدها تقوم بتنظيف القطع وفرزها واعادة الصالح منها إلى الداخل، ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه لإعادته أيضا لداخل الغرفة.
اما القطع التي لا تصلح، فبالتأكيد ستبقى خارج هذه الحجرة.
التأني مطلوب والثقة أيضا مطلوبة، فوطننا الغالي يحتاج منا الصبر وتشجيع كل خطوات الإصلاح، وإن كان بعضها صعبا ويحتاج أيضا إلى دراسة الأمور بأسلوب مختلف عن زمن الفوضى والاخطاء، بحيث تتم دراستها وفق الظروف الحالية.
ليمض قدُما كل مسؤول في اصلاح ما يمكن اصلاحه بالقدر المطلوب، وان استلزم الامر الشدة، لان الوضع بالكويت ارتخى اكثر من اللازم سنوات طويلة، كاد معها الوطن ان يضيع، وكاد أهله ان يذوبوا داخله.
***
لا يمنع ابدا بل من الواجب، عند اكتشاف ثغرات او جوانب لم تؤخذ بالاعتبار في اي معالجات لاي مشكلة عانت منها الدولة زمنا طويلا.. مثل سحب الجنسية المزورة وما لحقه من سحوبات اخرى، ان يتم النظر لاي تداعيات حصلت، من زوايا اخرى تضاف للزوايا القانونية.. زوايا قد تكون غابت لحظة تسارع الانجاز والتطبيق. ولا اعتقد ان كبار المسؤولين عندنا يرفضون ان يعيدوا النظر في جوانب محددة.. ثبت انها تحتاج الى وقفة.
إقبال الأحمد