الحارج... قصة قصيرة أخرى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حمد الحمد
قبل يوم الغزو بيوم، كان كثير من الكويتيين يعانون من أمراض عدة؛ سكر، وضغط، ومشاكل في الظهر والعظام، وضيقة خلق، وحرقان في المعدة، وما نسميه محلياً (الحارج)، وغيرها من العلل.
لكن بعد يوم من الغزو، وبقدرة قادر، اختفت تلك الأمراض والأوجاع وشُفي الجميع؛ لأن الناس كان في ذهنها همٌّ أكبر، وهو احتلال وطن.
أنا شخصياً، كنت أعاني قبل الغزو من (الحارج)، لكن سبحان الله، اختفت هذا العلة مع يوم الغزو، وكنت حينها خارج الكويت، وكنا نأكل في العشاء أكلات دسمة، ومع هذا نسيت حرقان المعدة، طوال فترة الاحتلال، لكن سبحان الله، بعد التحرير بيوم واحد عاد (الحارج) بقوة.
هذه الأيام، أهل الكويت نسوا كل مشاكلهم؛ من التعليم، والاقتصاد، وأسعار النفط، والأخطار الخارجية، والست (عافية) التي تركتنا بدون وداع، وليس عندهم حالياً من حديث إلا عن سحب الجناسي في المجالس والصحائف والمنصات الإنترنتية.
فاطمة الشايع، مغردة لا تعرفني ولا أعرفها، كتبت تغريدة عن سحب جناسي حريم، المادة الثامنة، وردّت عليها متابعةٌ تقول: «أنت يا فاطمة تكتبين عن سحب جناسي النساء... هل أحد من عائلتك سحبت جنسيته؟».
ردت فاطمة قائلة: «لا ما عندي أحد، لكن عندي دم!!». تذكرت (الحارج) الذي ما زلت أعاني منه وكتبت، والله الشافي.