جريدة الجرائد

المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حمود أبو طالب

تم خلال الأسبوع الماضي، عقد الاجتماع الخامس لرؤساء بعثات المملكة في الخارج تحت عنوان «الدبلوماسية السعودية الجديدة: الثوابت والمستجدات في ضوء رؤية 2030»، والحقيقة أن هذا الموضوع؛ أي موضوع الدبلوماسية السعودية، جدير بالحديث والنقاش لأهميته الكبيرة في هذه المرحلة، ولما يجب أن تقوم به البعثات من مهام وواجبات لتفعيلها بالشكل المطلوب الذي يتواكب مع الأدوار المهمة التي تقوم بها المملكة دبلوماسياً في محيطها العربي والإقليمي والدولي، وتأثيرها في كثير من القضايا والملفات.

الحقيقة التي يعرفها الجميع أن دبلوماسية مرحلة الرؤية تغيرت كثيراً عما كان عليه حال الدبلوماسية السعودية في أوقات سابقة، فهي تتميز الآن بالديناميكية والواقعية لتفعيل مكانة المملكة المؤثرة وثقلها، ولتحقيق مصالحها الاستراتيجية المختلفة، وأيضاً لتكريس صورة ذهنية إيجابية عن الواقع الجديد الذي تعيشه المملكة لدى مجتمعات العالم من خلال التواصل الفعال مع مراكز التأثير في الرأي العام وصنع القرار وتشكيل الانطباع. المهمات الرسمية التقليدية للبعثات الدبلوماسية المعروفة سابقاً لم تعد وحدها كافية في الوقت الحاضر، إذ يجب الآن التركيز بنفس القدر، وربما بشكل أكبر على الدبلوماسية الشعبية كوسيلة لتفعيل عناصر القوة الناعمة للمملكة، ويتحقق هذا من خلال جوانب الثقافة والفنون والآداب والتأريخ والتراث والآثار والسياحة والفلكلور وغيرها من الجوانب التي تمثل هوية المجتمع السعودي، وهذا يتطلب بالضرورة التواصل المؤثر مع الجهات المسؤولة عن هذه الجوانب، وإنشاء برامج للتعاون والتواصل والتبادل الثقافي، خصوصاً مع المجتمعات التي لم يكن لنا معها علاقات دبلوماسية في السابق، أو التي بدأنا الانفتاح عليها مؤخراً.

وهنا لا بد من القول إننا نلمس تبايناً في النشاط الذي تقوم به بعثاتنا الدبلوماسية، إذ نجد أن بعضها يتصف بالانفتاح والتواصل الكبير مع الشرائح المؤثرة، والحضور اللافت في الفعاليات والمناسبات، والقدرة على البروز في وسائل الإعلام للتعريف بالمستجدات التي تحدث في المملكة، وتفنيد بعض الانطباعات والمعلومات الخاطئة، بينما نجد البعض الآخر في حالة انزواء وعزلة، مقتصراً على التواجد الرسمي لا أكثر، دون نشاط ملحوظ ومبادرات ملموسة، وهذا ما يجب أن يتغير لأن تمثيل المملكة الآن يجب أن يكون عاكساً لحجمها ومكانتها وتأثيرها، والحراك الكبير الذي يحدث فيها. نريد أن نرى جميع بعثاتنا الدبلوماسية شعلة نشاط تليق بالمملكة ومجتمعها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف