جريدة الجرائد

جاهزية المطارات السعودية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تمتلك المملكة شبكة كبيرة من المطارات الدولية والإقليمية والمحلية، يتجاوز عددها ثلاثين مطاراً، تقدم رحلاتها باحترافية عالية وتميز في الجوانب التشغيلية، محققة تجربة رائعة لعملائها في بيئة جذابة وآمنة، بها الفكر الإبداعي الابتكاري، القادر على تلبية احتياجات المسافرين باستمرار، ومواكبة كل جديد يحدث في العالم من تقنيات في وسائل الأمان والتأمين، والإدارة الاحترافية، وسهولة الخدمات وإتاحتها وتنوعها، وهذا ما يشهد به القاصي والداني، ويعد ذلك مصدر فخر لكل سعودي.

وأرى أن مطارات المملكة في مدنها المختلفة تخضع لتقييم شامل في معايير جودة الخدمات من الهيئة العامة للطيران المدني، التي تطبق 11 معيارا تشغيلياً لأهم مراحل السفر التي يمر عبرها المسافرون، بما يضمن تقديم تجربة سفر مميزة وفق أفضل الممارسات العالمية، للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في المطارات السعودية، وبالأمس القريب حقق مطار الملك فهد الدولي المركز الأول في نسبة الالتزام بمعايير الأداء التشغيلي عن فئة المطارات الدولية السعودية من 5 إلى 15 مليون مسافر سنوياً، محققا نسبة 91 % من الالتزام بتلك المعايير خلال نوفمبر 2024.

إن أكثر ما يميز المملكة أنها إذا أرادت أن تدخل تحدياً، فإنها تعد العدة جيداً -ليس لمجرد عبور تلك التحديات- بل لتحقيق أعلى وأرقى التقييمات التي ترضي طموحاتها وإمكاناتها غير المحدودة، فالنجاحات المستمرة في قدرة مطاراتها على استيعاب الطفرات السياحية بمختلف فئاتها، الدينية والثقافية وسياحة المؤتمرات، والفعاليات والترفيه وغير ذلك؛ يضعنا جميعاً أمام تحدي الثقة العالمية في قدراتنا وتحقيق أهدافنا، بمزيد من الجودة والقدرة الاستيعابية، وتطوير الخدمات، والتعاطي مع التحديات والصعوبات بشفافية وصدقية كاملتين، وتدريب وتأهيل كوادر سعودية بمعطيات عالمية، ومعايير جودة تفوق المتحقق على أرض الواقع حالياً، إضافة لمزيد من الإجراءات التي تعزز فنون إدارة الأزمات، وإيجاد الحلول السريعة المقنعة للمستفيدين من حركة الطيران المدني السعودي، لتثبت للعالم أن معايير الثقة الدولية التي تحققت بالأمس القريب، نحن على موعد لمضاعفتها.

ولكن الأعوام المقبلة -وما أسرعها- تحمل في طياتها الكثير من الفعاليات العالمية ذات الزخم غير المسبوق، مثل معرض إكسبو 2030، وتنظيم بطولة كأس العالم 2034، والملايين من شعوب الأرض الذين يترقبون تلك الأحداث، ليشاهدوها على أرض الواقع، يجعلنا نتساءل هل مطاراتنا على استعداد كامل يليق بسمعة المملكة لاستقبال تلك الحشود بمختلف فئاتها وثقافتها ولغاتها ولهجاتها؟

ومن أجل ذلك كله يجب أن تكون مطارات المملكة على أعلى قدر من الجاهزية، ونحن على ثقة في ذلك، ولكن توجد بعض التحديات التي يجب أن نشير إليها، فمطاراتنا ذات قدرات عالية تستحق أن تتزايد وجهاتها، لتخدم سياسة المملكة، وتعزيز مسيرة التميز التي تحققها على الأصعدة كافة، لأن المملكة مقبلة على حالة كبيرة من الانفتاح الاقتصادي، وزيادة الحركة الدبلوماسية والتجارية والاستثمارية، وتأثيرات ذلك على الحركة السياحية الداخلية والخارجية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف