بخلاء عالم الفن وقصصهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في مجتمع الفنانين، كما في أي مجتمع آخر، هناك من يقترن اسمه بصفة الكرم، وهناك من تلاحقه صفة البخل، وقد تكون القصص والحكايات المروية عنهم غير حقيقية أو شاعت عنهم من باب الطرائف، كما حدث مع فريد الأطرش، الذي يعد من أكثر نجوم الفن كرماً وشهامة بشهادة الكثيرين، وعلى الرغم من ذلك قيل إنه لا يستبدل مناديله وإنما يعيد غسلها المرة تلو المرة، زاعماً أن لكل منها ذكرى عزيزة عليه.
وتضم قائمة بخلاء الفن أسماء كثيرة، طبقاً للصحافة المصرية، على رأسها الموسيقار محمد عبدالوهاب، الذي عرف عنه بخله الشديد لجهة الإنفاق على أعماله السينمائية وسداد مستحقات العاملين معه، والنجم الراحل محمود عبدالعزيز، الذي كان على العكس من زميله الفنان أحمد زكي رحمه الله، فالثاني كان كريماً مع أصدقائه وزملائه، يدعوهم يومياً إلى الطعام والشراب على نفقته، بينما كان الأول لا يدعو أحداً في أي مناسبة، لكنه دائم الحضور في كل المناسبات.
وهناك المطرب هاني شاكر، الذي صنفته إحدى المجلات في قائمة البخلاء فقط، لأنه لا يسأل ضيوفه عما يشربون وإنما يفرض عليهم الشاي الأقل تكلفة، وبالمثل وصفت المجلة النجم حسين فهمي بالبخل، لأنه لا يقدم هدايا لزملائه في مناسباتهم السعيدة وإنما يكتفي بالحضور.
إلى ذلك روت المجلة قصة تعكس بخل الكوميديان المعروف محمد هنيدي، ومفادها أنه أصر على عدم الظهور في برنامج تلفزيوني من تقديم أحد أصدقائه المقربين إلا بعد حصوله منه على مبلغ ألف جنيه. في مقابل هذه الأسماء صنفت المجلة ذاتها الفنانين نور الشريف وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز وأشرف زكي وزوجته روجينا وغادة عبدالرازق ووفاء عامر والمخرجين محمد فاضل وعلي عبدالخالق، ضمن فريق النجوم الكرماء جداً في تعاملاتهم.
مجلة مصرية أخرى روت حكايات إضافية في السياق نفسه فقالت إن الفنان الراحل حسن حسني كان بخيلاً بدليل أنه لم يتحايل فقط على زميله بيومي فؤاد للاستيلاء على نظارته الثمينة جداً مقابل 200 جنيه، وإنما طلب منه علبة النظارة أيضاً.
وبالمثل أوردت قصة عن بخل النجم عادل إمام، مفادها أن الزعيم حينما زار قريته في المنصورة طالبه أهلها بالتبرع لبناء مدرسة وجامع، فرد عليهم قائلاً: &"أنا مش معاي فلوس خالص&"، واكتفى بإعطائهم 300 جنيه وهو يقول: &"مش عايز أشوفكو تاني&".
ونجد في المجلات الفنية المصرية القديمة قصصاً مشابهة عن الفنان محمد كمال المصري الشهير بـ&"شرفنطح&"، الذي لم يكن بخيلاً على الشاشة فحسب، وإنما أيضاً في الواقع بدليل حرصه الشديد على المال إلى درجة قيامه بربط أمواله في وسطه، والتنقل بها في كل مكان، وعن الفنان أنور وجدي، الذي روت عنه &"فيروز الصغيرة&" قولها إنه كان يصرف على أفلامه ببذخ، لكن بمجرد انتهاء التصوير كان يجمع منا كل شيء له علاقة بالفيلم من ملابس وأكسسوارات &"لدرجة أني قلت له ذات مرة بتهكم، نسيت دبوس الشعر&"، وعن الكوميديان الأشهر إسماعيل يس، الذي من بخله الشديد لم يشارك في التبرع بنفقات جنازة ودفن صديق عمره الفنان الراحل رياض القصبجي، أما الفنان الكوميدي العظيم عبدالفتاح القصري فقد وصف بالبخل، لأنه كان دائماً يرتدي ربطة العنق نفسها، زاعماً أنها فأل خير عليه، وكذا الفنان الكبير زكي رستم الذي كان معروفاً بين زملائه بأنه يذهب للعمل ماشيا سواء في الصيف اللاهب أو الشتاء القارس لتوفير ثمن المواصلات، وكان تبريره: &"بدل ما أدفع للمواصلات، أشتري كباية شاي، وأقعد أفكر في دوري!&"
وأخيراً فإن الشاشة المصرية قدمت مجموعة لا تنسى من الأعمال عن البخل والبخلاء، لعل من أهمها: فيلم &"جعلتني مجرماً&" الذي قام فيه حسن حسني بدور الثري، الذي يرفض دفع مبلغ مادي مقابل استرجاع ابنته المخطوفة، ومسلسل &"رحلة المليون&"، الذي يحاول فيه محمد صبحي ادخار كل قرش، ليجمع المليون إلى درجة أنه يدع زوجته تأكل الكباب، ويكتفي هو بأكل الطعمية كخيار أرخص، ومسلسل &"البخيل وأنا&" الذي يجسد فيه فريد شوقي شخصية بخيل يستخسر المال في إطعام أولاده، لدرجة إضافة الماء إلى العسل، ليضاعف كميته.