إضاءات من مبادرة الشيخة هند للأسرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأسرة هي جوهر المجتمعات وأساس بنائها، واللبنة الأولى في صرح قيمها الاجتماعية والوطنية المتينة، التي تكرس روح التماسك والتلاحم والنهضة والبناء. وتحظى الأسرة في دولة الإمارات باهتمام كبير، فهي أولوية وطنية كبرى، تُسن من أجلها التشريعات وتنتهج السياسات، وتُطلق لها البرامج والمبادرات، وتعتمد عليها أهداف التنمية والازدهار.
ومن هنا جاءت مبادرات مثل «برنامج الشيخة هند بنت مكتوم للأسرة» لتعكس هذا الاهتمام الإماراتي الكبير بالأسرة، والمساعي الوطنية المستمرة لدعمها وتعزيزها، وتوفير وسائل السعادة والاستقرار لها.
مثل هذه المبادرات الوطنية يؤكد محورية دور الأسرة في بناء الوطن، فالأسرة ليست مجرد مجموعة أفراد يعيشون تحت سقف واحد، بل هي مدرسة تُصقل فيها القيم، ومجتمع صغير ينبني عليه رقي وتحضُّر المجتمع الكبير، وهي الحاضن الأول للآمال والطموحات لبناء المستقبل المزهر، عبر تكوين جيل واعد يسهم بكل اقتدار في رفعة الوطن واستكمال مسيرة إنجازاته التي لا يحدها حد، في عالم تتنافس فيه الدول والمجتمعات لتحقيق الصدارة والريادة في شتى مجالات الحياة.
لقد اشتمل «برنامج الشيخة هند بنت مكتوم للأسرة» على مبادرات أسرية متعددة، ابتداءً من تشجيع المقبلين على الزواج، وتقديم حزمة دعم لهم يغطي أبرز احتياجاتهم الأسرية مثل حفل الزفاف والسكن وغير ذلك، وانتهاء بدعم الآباء والأمهات، ومساعدتهم على تحقيق التوازن بين حياتهم المهنية والأسرية عبر الدعم المادي والاجتماعي والتثقيفي، بما يعين على بناء أسرة متكاملة سعيدة سواء على مستوى الزوجين أو الأبناء والبنات، ويجعل من الأسرة الإماراتية حجر زاوية في مسيرة البناء الوطني.
وهذا الدعم الوطني يتكامل مع تكاتف أفراد المجتمع مع غاياته وأهدافه، وبالأخص فئة الشباب والشابات، الذين ينبغي عليهم أن يجعلوا الزواج على قائمة أولوياتهم، ويجعلوا من تكوين الأسرة وبناء أجيال واعية متحلية بالقيم الوطنية الراقية هدفاً جوهرياً لهم، فلا يتأثرون بثقافات دخيلة تهوِّن من شأن الزواج أو الإنجاب، ولا يخشون من عقبات نفسية ومالية تمنعهم من ذلك، بل عليهم أن يتسلحوا بالعزيمة والإصرار على مواجهتها والتغلب عليها، وبالأخص وهم في وطن من أسعد الأوطان مثل دولة الإمارات، التي تجعل سعادة الفرد والأسرة ركناً ركيناً في سياساتها الوطنية المستدامة.
ومن واجب الآباء والأمهات الذين هم العمود الفقري للأسرة أن يغرسوا في أبنائهم هذه القيم، ويشجعوهم على الزواج، ويسهلوه عليهم، ولا يرهقونهم بما يشق عليهم من التكاليف والمطالبات، كما أن عليهم واجباً مهماً جداً، وهو أن يكونوا قدوة حسنة في بناء الأسرة السعيدة، بأن يجعلوا بيوتهم واحة أمان وسكينة، يجد فيها الأبناء ملاذهم وراحتهم، ويتعامل فيها الزوجان مع بعضهما بأحسن معاملة، فلا يسمع الأبناء منهما في مخاطبتهما لبعضهما إلا أحسن الكلام، ولا يلمسون منهما في التعامل إلا أحسن السلوك، ولا يجدون إلا أجمل المشاعر، مشاعر المحبة والمودة والاحترام، وكذلك على مستوى تعامل الآباء والأمهات معهم، فلا يجدون منهم إلا الرحمة والعطف والرعاية والعناية والاهتمام والتربية الصالحة، وهكذا يحبُّ الأبناء الزواج، ويتشوقون لتكوين أسرة يرسخون فيها ما وجدوه في أسرتهم الأولى من المعاني الجميلة والقيم النبيلة.
وأقول للشباب المقبلين على الزواج: استعينوا بالله تعالى وتوكلوا عليه، ولا تجعلوا التحديات المادية أو غيرها عائقاً أمامكم، فدولتكم وفرت لكم كل السبل لتيسير الزواج، فاحمدوا الله على ذلك، واستثمروا هذه المبادرات الوطنية التي تصب في نفعكم وصلاحكم، واحرصوا على أن تكون بداية حياتكم الزوجية قائمة على أسس رشيدة من المحبة والتفاهم والاحترام المتبادل، قائمة على قيم التماسك المستدام، فالحياة الزوجية رحلة طويلة، ولكنها رحلة جميلة إذا تحلى أفرادها بالمحبة والتفاهم والروح الإيجابية، والاستعانة أولاً وأخيراً بالله تعالى، ليوفقهم ويسعدهم في الدنيا والآخرة.
إن نجاح الأسرة هو نجاح للمجتمع، واستقرارها هو استقرار للوطن، ويأتي «برنامج الشيخة هند بنت مكتوم للأسرة» كنموذج مشرق مضيء لمبادرات متجددة مستمرة تبذلها دولة الإمارات لضمان مستقبل مشرق لأبنائها، مستقبل عنوانه أسرة سعيدة ومجتمع متماسك ووطن مستقر مزدهر.